كتاب محمّدبن مثنّى الحضرمي
رواية أبي جعفر أحمدبن زيدبن جعفر الأزديّ البزّاز
قال في البحار: «وكتاب محمّدبن المثنّىبن القاسم الحضرميّ، وثّق النجاشيّ مؤلّفه، وذكر طريقهإليه. وفي النسخة القديمة المتقدّمة أورد سنده هكذا: حدّثنا الشيخ هارونبن موسى التلعكبريّ، عن
محمّدبن همام، عن حميدبن زياد، عن أحمدبن زيدبن جعفر الأزديّ البزّاز، عن محمّدبن المثنّى» (52) .وقال النجاشيّ: «محمّدبن المثنّىبن القاسم، كوفيّ، ثقة، له كتاب، أخبرنا الحسين قال: حدّثنا
أحمدبن جعفر قال: حدّثنا حميد قال: حدّثنا أحمد، عن محمّدبن المثنّى بكتابه» (53) .وجاء في الذريعة: «أصل محمّدبن مثنّىبن القاسم الحضرميّ من الاُصول الموجودة بأعيانها برواية
التلعكبريّ، عن أبي عليّبن همام، عن حميدبن زياد بإسناده إلى مؤلّفه. وأكثر أحاديثه رواه عن
جعفربن محمّدبن شريح الحضرميّ، عن ذريح المحاربيّ، عن أبي عبد اللَّهعليه السلام. وفي آخره قال
محمّدبن المثنّى: حدّثني جعفر بن محمّدبن شريح بجميع ما في هذا الكتاب إلّا الحديثين الأخيرين،
وهما من رواية محمّدبن جعفر البزّاز القرشي» (54) .أقول: المهمّ هو التكلّم حول أنّ كتاب محمّدبن المثنّى هل هو كتاب مستقلّ، أو هو جزء من كتاب جعفربن
محمّدبن شريح الحضرميّ، كما تدلّ عليه القرائن المتعدّدة في أوّل الكتابين وفي آخر كتاب محمّدبن
مثنّى؟ وأمّا وجود عدّة أحاديث عن محمّدبن مثنّى في كتابه الذي لم يروِه عن جعفربن محمّدبن شريح
فليس دليلاً
على استقلال هذا الكتاب، ومثل هذه الإضافات كانت تصدر أحياناً من الرواة في الاُصول التي كانت
بأيديهم، وهذا لا يدلّ على كونهم أصحاب اُصول؛ ففي كتاب جعفربن محمّدبن شريح أيضاً أضاف روايتين من
عنده من غير طريق محمّدبن جعفر؛ فعليه يجب أن نقول: إنّه كتاب محمّدبن مثنّى، وليس كذلك.