«التمييز: في مشتركات الطريحي والكاظمي: يمكن معرفة زيد الزرّاد الكوفيّ برواية ابن
أبي عمير عنه» (28) .أقول: هذا عند عدم اشتراك زيد آخر في رواية ابن أبي عمير عنه، كزيد النرسيّ، فعند ذلك لا يمكن تمييزه
في المشتركات إلّا إذا دار الأمر بين زيد الثقة الذي يروي عنه وغيره، فتفيد هذه القاعدة.
كتاب عبّاد العُصْفُري
وحول كتاب العصفريّ قال في البحار: «وكتاب العصفريّ أيضاً أخذناه من النسخة المتقدّمة»، وذكر السندفي أوّله هكذا: «أخبرنا التلعكبريّ، عن محمّدبن همام، عن محمّدبن أحمدبن خاقان النهديّ، عن أبي
سمينة، عن أبي سعيد العصفريّ عبّاد. وذكر الشيخ والنجاشيرحمهما الله كتابه، وذكرا سندهما إليه،
لكنهما لم يوثّقاه، ولعلّ أخباره تصلح للتأييد» (29) .وقال النجاشي في رجاله:
«عبّاد، أبو سعيد العصفريّ، كوفيّ، كان أبو عبد اللَّه الحسينبن عبيد
اللَّهرحمه الله يقول: سمعت أصحابنا يقولون: إنّ عبّاداً هذا هو عبّادبن يعقوب، وإنّما دلّسه أبو
سمينة. أخبرنا أبو الحسن أحمدبن محمّدبن عمران، قال: حدّثنا محمّدبن همام، قال: حدّثنا أبو جعفر
محمّدبن أحمدبن خاقان النهديّ، قال: حدّثنا أبو سمينة بكتاب عبّاد» (30) .أقول: هذا الطريق مشترك مع الطريق الموجود في الكتاب الحاضر، وأمّا تدليس أبي سمينة فغير معلوم؛
لأنّ بعض أحاديث هذا الكتاب ورد أيضاً من غير طريق أبي
سمينة عن عبّاد العصفريّ، فلا يمكن نسبة التدليس إليه بوجه وربّما وقع هذا الأمر من المروي عنه،
ووجهه لا يخفى على الأذكياء العارفين بالظروف التي كان يعيشها أصحابنا في ذلك الزمان.