اصول الستة عشر من الاصول الاولیة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فقلت: بلى، فأدخلني بين هذه الحيطان وهو يمشي
أمامي، فلمّا أن سار غيرَ بعيد نظرت فلم أرَ شيئاً، وغُشي عليَّ، فبقيت مغشيّاً
عليَّ لا أدري أين أنا من أرض اللَّه، حتّى كان الآنَ (90) ، فإذا قد أتاني آتٍ وحملني (91) وأخرجني إلى
الطريق، فأخبرت أبا عبد اللَّهعليه السلام بذلك، فقال: ذلك (92) الغوال أو (93) الغُول نوع من الجنّ
يغتال الإنسان، فإذا رأيت الشخص الواحد فلا تسترشده، وإن أرشدكم فخالفوه، وإذا رأيته في خراب (94)
وقد خرج عليك أو في فلاة من الأرض فأذّن في وجهه وارفع صوتك وقل: سبحان اللَّه الذي جعل في السماء
نجوماً رجوماً للشياطين، عزمت عليك يا خبيث بعزيمة اللَّه التي عزم بها أميرالمؤمنين عليّبن
أبيطالب صلوات اللَّه عليه، ورميت بسهم اللَّه المصيب الذي لا يخطئ، وجعلت سمع اللَّه على سمعك
وبصرك، وذلّلتك بعزّة اللَّه، وقهرت سلطانك بسلطان اللَّه، يا خبيث لا سبيل لك عليَّ (95) ؛ فإنّك
تقهره إن شاء اللَّه وتصرفه عنك.فإذا ضللت الطريق فأذّن بأعلى صوتك وقل: يا سيّارة اللَّه دلّونا على الطريق يرحمْكم اللَّه،
أرشدونا يرشدْكم اللَّه، فإن أصبت وإلّا فنادِ: يا عُتاة الجنّ ويا مَرَدة الشياطين أرشدوني
ودلّوني على الطريق، وإلّا أسرعت لكم (96) بسهم اللَّه المصيب إيّاكم عزيمةِ عليّبن أبي طالب، يا
مردة الشياطين إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلّا بسلطان مبين،
اللَّه غالبكم بجنده (97) الغالب، وقاهركم بسلطانه القاهر، ومذلّلكم بعزّه المتين، (فَإِن
تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِىَ اللَّهُ لَآ إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ
الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) (98) ، وارفع صوتك بالأذان ترشَدْ وتُصِبِ
الطريقَ إن شاء اللَّه. (99)