اصول الستة عشر من الاصول الاولیة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
أقول: فنعم ما أقرّ به الشيخ الحرّ، وهو من المطّلعين على أحاديث العترة؛ فإنّ
أغلب أحاديث هذه المجموعة موجود في كتب الحديث المرويّة من قبل أصحابنا، فبعضها متّحد معها في
الطريق وفي اللفظ، وبعضها متّحد معها في اللفظ مختلف من حيث الراوي. فمثلاً يوجد في أصل: «عن جابر عن
أبي جعفرعليه السلام...»، وفي آخر: «عن أبيبصير قال: سمعت أبا جعفرعليه السلام يقول...». وقسم آخر من
الروايات يكون مختلفاً معها من حيث الراوي، ومتّحداً أو شبيهاً لها -في بعض فقراتها أو أغلبها من
حيث المعنى، سواء كان ذلك عن نفس ذلك الإمام أو عن غيره من المعصومين.فالمراجع يلاحظ بوضوح تطابق أحاديث المعصومين بعضها مع بعض وانسجامها واتّحادها من حيث المعنى رغم
صدورها في أزمنة مختلفة، بل في كثير من الموارد تكون ألفاظها متّحدة تماماً كأنّها صدرت عن شخص واحد
في زمان واحد، وهو من أعلى مظاهر الإعجاز، وحقّانية حركتهم، وإلهيّة دعوتهم.وهناك مسألة ينبغي التنبيه عليها؛ وهي أنّ اعتبار هذه الكتب ليس بمعنى صحّة ظواهر جميع الأحاديث
التي وردت فيها من حيث الحكم، بل بمعنى أنّها رويت بهذه الصورة، أمّا الميزان في اعتبارها في مقام
العمل فيخضع لقواعد علم الحديث التي وردت عن المعصومين. ولذا نرى المجاميع التي دوّنت على أساس هذه
الاُصول انتخب أصحابها ما كان يناسب موضوع كتابهم وكان حجّة بنظرهم في مقام العمل وصحيحاً من حيث
المعنى، أو كان لها مكانة خاصّة فتركوا التي لم يكن لها مثل هذه المميّزات. فكتب الحديث -على هذا
تنقسم إلى قسمين:
فقسم منها يورِد ما ورد عنهمعليهم السلام، وقسم يختصّ بما هو معتبر عند كاتبها في
مقام الحكم والعمل. ولذا يوجد في أحاديث هذه المجموعة ما صدر منهمعليهم السلام لأجل بعض المصالح
لا اعتقاداً بذلك؛ كالمماشاة مع الرأي العام، أو لاقتضاء الظروف ذلك في تلك الأزمنة، أو
لأخذهمعليهم السلام ذهنية المخاطب بنظر الاعتبار، أو ما شابه ذلك. وعليه، يجب ألّا يستغرب القارئ
عندما يواجه فيها أخباراً مخالفة لما هو المشهور؛ للأسباب المذكورة.