اصول الستة عشر من الاصول الاولیة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وقراءة هذه المجموعة هي في الحقيقة قراءة لمجموعة من الأحاديث المتنوّعة كلّ التنوّع، ويرى الباحث
عند مراجعته للمصادر -المشار إليها في الهامش كيفية مجيء الأحاديث المتّحدة والمتشابهة في كتب
الأخبار؛ حيث يستطيع المقارنة بينها، وتحصل له من خلال مقارنتها معلومات كثيرة عن كيفية ورود
الروايات المتّحدة في المصادر الحديثية، وسير الحديث في زمن المتقدمين، ودراسة أخطاء النسخ،
ودراسة أسانيدها وتصحيحها، وحجم الروايات المتكرّرة ومعرفة مصادرها وما وصلت إليه دراسة علم
الحديث عند الأصحاب، وما ينبغي القيام به من أعمال تناسب حركتنا العلمية، وتدارك بعض النواقص
المطروحة فيها، إضافة إلى مادّتها الغنية المستخرجة من مناهل أهل بيت الرسالة والوصاية؛ من
الأحكام، والمواعظ، والحكم، ومكارم الأخلاق، وأخبار السماء والعالم؛ والتوحيد، والعقائد، وفضل
بعض الأعمال، ومسائل اُخرى مهمّة لا يعرفها إلّا الأوحدي من العلماء.إنّ من تأمّل في هذا الكتاب يقف على حقائق بيّنة كثيرة في مختلف العلوم والمعارف التي ترتبط بالنبيّ
وآله -صلوات اللَّه عليهم أجمعين والتي ربّما لم تكن بهذه الكثرة في الكتب الاُخرى بالنظر إلى حجمه
الصغير، وإن كان اُسلوبه غير مألوف للمراجعين؛ لعدم رؤيتهم لمثله. فالمراجع من خلال الاطلاع على
متون هذه المجموعة وما نقل عنها في مجاميعنا الحديثية تحصل له صورة عن طبيعة كتب الحديث عند أصحاب
الأئمّة الأطهار؛ ولذا ينحلّ باتضاح هذه الصورة كثير من إبهامات المجاميع الحديثية المتقدّمة التي
حصلت نتيجة الجهل بكيفية نقل الرواية وانتزاعها من اُصولها وإيرادها بأشكال جديدة في تلك
المجاميع، والتي يمكن بواسطتها فهم كثيرٍ من هذه الإبهامات التي لأجلها يخدش أحياناً في حجيّة كثير
من الأخبار.