اصول الستة عشر من الاصول الاولیة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وفي تهذيب الأحكام: عنه (أي عن الحسينبن سعيد)، عن محمّدبن أبي عمير، عن الحسين الأحمسيّ، عن أبي
عبد اللَّهعليه السلام، قال: قال (له) رجل: أصلحك اللَّه، إنّ لنا جاراً قصّاباً، وهو يجيء
بيهوديّ فيذبح له؛ حتّى يشتري منه اليهود. فقال: «لاتأكل ذبيحته، ولا تشترِ منه» (34) .وفي الاستبصار: عنه (أي عن الحسينبن سعيد)، عن محمّدبن أبي عمير، عن الحسين الأحمسي، عن أبي عبد
اللَّهعليه السلام، قال: قال له رجل: أصلحك اللَّه، إنّ لنا جاراً قصّاباً، وهو يجيء بيهوديّ
فيذبح له؛ حتّى يشتري منه اليهود. فقال: «لاتأكل ذبيحته، ولا تشترِ منه» (35) .وما ورد في الكافي وتهذيب الأحكام عن الحسينبن عثمان الأحمسي هو عين الرواية الموجودة في هذا
الأصل، ولكن الظاهر أنّهم لم يأخذوها من هذا الكتاب، مباشرة، بل أخذوها من كتاب ابن أبي عمير،
ولعلّه من نوادره، أو من كتاب الحسينبن سعيد عن كتاب ابن أبي عمير، وأنّه لخّص الحديث، وهذا يدلّ
على أنّ الحسينبن عثمان الأحمسيّ هو صاحبنا هذا.وينبغي أن يقال: إنّ مشايخ الرواية من أصحابنا كانوا في الغالب يُعرفون في أوساطهم الاجتماعية
بأسمائهم وأسماء آبائهم ولم يكونوا يُعرفون بكامل أسمائهم ومميّزاتهم ومشخّصاتهم. نعم ميّزهم
الرواة في كتبهم الروائية المنسوبة إليهم؛ وذلك بذكر أسمائهم وأسماء قبائلهم، وبطونها وفروعها،
وانتسابهم إلى حلفائهم ومواليهم، ومحلّاتهم التي كانوا يقطنون فيها هم أو آباؤهم. لكن الاقتصار على
بعض هذه الأسماء دون بعض سبّب في كثير من الحالات التباساً وغموضاً للمتأخّرين الذين ابتعدوا عن
تلك الأعصار وأخبارها، وولّد لديهم شائبة التعدّد والاختلاف خصوصاً وأنّ أصحاب الفهارس من القرن
الرابع -أمثال أبي العبّاس النجاشيّ ظهرت لهم شائبة
التعدّد بالرغم من اقتراب عصرهم منهم، حيث أوردوا أسماءهم كما وجدوها، وبصور مختلفة ومتكرّرة، ولم
يحصل لهم العلم باتّحادها، وسكتوا عن ذلك؛ فسبّب الالتباس في معرفتهم للمتأخّرين، وأوقعهم في كثير
من المشاكل، كما يظهر من كتب الرجال.