ص226 - إمام زین العابدین السجاد نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إمام زین العابدین السجاد - نسخه متنی

محمدرضا الحسینی الجلالی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

.

- (74)
ولقد تكلّم فيه شيخ أهل الجرح والتعديل يحيى بن معين بكلام خشن حول قتل الزهري لغلامه وقال :

إنه ولي الخراج لبعض بني اُمية (75) .

وقال يحيى بن معين في معرفة رجاله :

هجا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وكان أعمى :

الزُهرْيَ وصالح بن كيسان ، ومعاوية بن عبد الله بن جعفر ، في بيت واحد فقال :

ليس بإخوان الثقات ابنُ مسلم

***

ولا صالح ولا الطويل معاويهْ (76)
فنفى ابن معين الوثاقة عن الزهري على لسان الشاعر ، وهو لو لم يوافق عليه ولم يعتقده لم ينقله أو لردّ عليه ، لكنه لم يفعل .

وقال القاسم بن محمّد :

أليس كان بنو أمية وأتباعهم يلعنون عليّاً عليه السلام على المنابر ، وابن شهاب يسمع ويرى ، فماله ما يغضب ويُظهر علمه ? (77) .

وقال السيّد مجد الدين المؤيّدي :

أمّا كون الزهريّ من أعوان الظلمة فمما لا خلاف فيه ، وقد قدح فيه نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم .

وابن شهاب ممن لا يعدّلون ، بطاعة بني أميّة ، وتلبيسه وتحريفه لمكان كثرة


(73 ) دفاع عن السنة ( ص 31 ) وانظر قصة حماد بن سلمة مع أمير البصرة ، في الجامع لأخلاق الراوي ( 1 :

7 -568) وحلية الأولياء ( 6 :

249 ) .

( 74) الاعتصام ( 2 :

258 ) والكلام بطوله في الإمامة والسياسة ( 2 :

105 110 ) .

( 75) انظر جامع بيان العلم للقرطبي ( 2 :

160 ) وصرَح بأنه ترك الكلام الخشن لأنه لا يليق بمثله ، ولكن لم نجد ذكراً لمثل ذلك في رجال ابن معين ، ولعلّ الطابعين أيضاً تركوا ذلك رعاية لما يليق بالزهري ، وان كان فيه إساءة إلى ابن معين وإلى التراث بالخيانة فيه
( 76 ) معرفة الرجال ( 2 :

50 ) رقم ( 80 ) .

(77 )الاعتصام (2:

260).

ص226


وفادته اليهم معروف ، وهو لسان بني أميّة (78) .

وقال المؤيد بالله في شرح التجريد :

الزهريّ عندنا في غاية السقوط (79) .

واستعمل الإمام زين العابدين عليه السلام أساليب عديدة لإتمام الحجّة على الزهريّ ، ليعتبر به هو وأمثاله ، وكان التركيز عليه لكونه أكبر علماء البلاط ، وأعرفهم عند العوام :

فمن أساليبه :

إسماعهُ المواعظ في المناجاة .

قال الزهريّ :

سمعتُ علي بن الحسين سيّد العابدين يحاسب نفسه ويناجي ربّه ، ويقول :

.

حتّام إلى الدنيا غرورك :

وإلى عمارتها ركونك .

.

.

? (80) .

ولما سأله الزهري :

أيّ الأعمال أفضل عند الله تعالى ? .

فقال عليه السلام :

ما من عمل بعد معرفة الله تعالى ومعرفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من بغض الدنيا ، وإن لذلك لشعباً كثيرة ، وللمعاصي شعباً :

فأول ما عُصي الله به :

الكبر .

.

.

ثم الحسد .

فتشعّب من ذلك حب النساء ، وحب الدنيا ، وحبّ الرئاسة ، وحبّ الراحة ، وحبّ الكلام ، وحبّ العلوّ والثروة ، فصرن سبع خصال .

فاجتمعن كلهنّ في حبّ الدنيا ، فقال الأنبياء والعلماء :

- حبّ الدنيا رأس كل خطيئة - والدنيا دنياوان :

دنيا بلاغ :

ودنيا ملعونة (81) .

ومنها :

التنبيه الخاصّ :

.

قال المدائني :

قارف الزهريّ ذنباً استوحش منه ، وهام على وجهه ، فقال له علي ابن الحسين :

يا زهريّ ، قنوطك من رحمة الله التي وسعت كلّ شي أعظم عليك من ذنبك


(78 ) لوامع الأنوار ( ص 79 ) .

(79 ) لوامع الأنوار ( ص 110 ) وقد ألّف سماحة السيد بدر الدين الحوثي حول ( الزهري ) كتاباً حافلاً في فصلين ، فليراجع
(80 )إلى آخر ما ذكره عليه السلام .

(81 )الكافي ( 2 :

130 ) المحجة البيضاء ( 5 :

365 ) .

ص227


فقال الزهري :

( الله أعلم حيثُ يجعل رسالته ) .

[ الأنعام - 6 - الاَية - 124 - ]فرجع إلى ماله وأهله (82) .

وكان يقول بعد ذلك :

علي بن الحسين أعظم الناس عليَ منَة (83) .

ومنها :

التصغير والتهوين :

.

فحيثما كان الزهري وعروة بن الزبير ينالان من الإمام علي عليه السلام ، بلغ ذلك علي بن الحسين عليه السلام فجاء حتّى وقف عليهما ، وقال :

أمّا أنت يا عروة ، فإنّ أبي حاكم أباك إلى الله فحكم لأبي على أبيك .

وأمّا أنت يا زهريّ ، فلو كنت بمكة لأريتك كيرَ أبيك (84) .

ومنها :

التكذيب لتزلّفاته :

.

ففي الحديث أن الزهريّ قال لعلي بن الحسين عليه السلام :

كان معاوية يُسكته الحلم ، وينطقه العلم
فقال الإمام عليه السلام :

كذبتَ يا زهريّ ، كان يُسكته الحَصَر ، وينطقه البَطَر (85) .

ومنها :

الرسالة التي وجّهها الإمام عليه السلام إليه :

.

ويبدو أنّ الزهريَ لم يأبه بكلّ النصائح والتوجيهات السابقة ، فتوغّل في دوّامة الحكم الغاشم ، والتحق بالبلاط الشاميّ ، فلم يتركه الإمام عليه السلام ، بل أرسل إليه رسالة دامغة ، يصرّح فيها بكل أغراضه ، ويكشف له ، ولأمثاله ، أخطار الاتصال بالأجهزة الظالمة .

وقد رواها العامة والخاصة ، ونصّ الغزّالي على أنها كتبت إلى الزهري - لما خالط السلطان - (86) .


(82 )مختصر تاريخ دمشق ( 17 :

245 ) وكشف الغمة ( 2 :

302 ) وبحار الأنوار ( 46 :

7 ) .

(83 )تاريخ دمشق ( الحديث 125 ) ومختصره لابن منظور ( 17 :

246 ) .

(84 )شرح نهج البلاغة ( 4 :

102 ) .

ب ( 3)
(85 )الاعتصام ( 2 :

257 ) وانظر نزهة الناظر ( ص 43 ) وعن معاوية وكذب ما نسب إليه من صفة الحلم إقرأ ما نقل عن شريك لما ذكر عنده باحلم فقال :

هل كان معاوية إلا معدن السفه؟!والله لقد أتاه قتل أمير المؤمنين -وكان متكئا فاستوى حاليا ثم قال :

يا جارية غنيني بايوم قرت عيني يأنشأت تقول :

ألا أبلغ معاوية بن حرب

*

فلا قرت عيون الشامتينا
أ في شهر الصيام فجعتمونا

*

بخير الناس طرا أحمعينا
قتلتم خير من ركب المطايا

*

وأفضلهم ومن ركب السفينا
فرفع معاوية عمودا كان بين يديه فضرب رأسها ونثر دماغها أين كان خلمه ذلك اليوم ؟!
نقل ذلك في الغدير (11 /79) عن نسخة مخطوطة من محاظرات الراغب الأصبهاني لكنه لم يوجد في مطبوعة المحاظرات !!!
(86 )إحياء علوم الدين ( 2 :

143 ) وانظر المحجة البيضاء في إحياء الإحياء ( 3 :

260 ) .

ص228


ورواها من أعلامنا ابن شعبة ، ونعتمد نسخته هنا (87) قال :

.

كتابه عليه السلام إلى محمّد بن مسلم الزُهْريّ ، يعظه :

.

كفانا الله ، وإيّاك ، من الفتن ، ورحمك من النار ، فقد أصبحتَ بحال ينبغي لمن عرفك بها أن يرحمك ، فقد أثقلتك نِعمُ الله بما أصحّ من بدنك ، وأطال من عمرك ، وقامت عليك حجج الله بما حمّلك من كتابه ، وفقّهك من دينه ، وعرّفك من سنّة نبيه محمّد صلى الله عليه وآله وسلم فرضي لك في كلّ
نعمةٍ أنعم بها عليك ، وفي كلّ حُجّة احتجّ بها عليك الفرض بما قضى ، فما قضى إلاّ ابتلى شكرك في ذلك ، وأبدى فيه فضله عليك ، فقال :

( لئن شكرتم لأزيدنّكم ، ولئن كفرتم إنّ عذابي لشديد ) .

[ إبراهيم - 14 - الاَية - 7 - ]
فانظر :

أيَ رجل تكون غداً إذا وقفت بين يدي الله فسألك عن نعمه عليك :

كيف رعيتها ? وعن حججه عليك :

كيف قضيتها ? .

ولا تحسبنّ الله قابلاً منك بالتعذير ، ولا راضياً منك بالتقصير .

هيهات هيهات ليس كذلك أخذ على العلماء في كتابه إذ قال :

( لِتبِيّنُنَه للناس ولاتكتمونه) .

[ آل عمران - 3 - الاَية - 187 - ]
واعلم أنّ أدنى ما كتمتَ ، وأخفّ ما احتملت أن آنست وحشة الظالم ، وسهّلت له طريق الغيّ بدنوّك منه حين دنوت ، وإجابتك له حين دُعيت !.

فما أخوفني أن تبوء بإثمك غداً ، مع الخونة ، وأن تُسأل عمّا أخذت بإعانتك على ظلم الظلمة ، إنك أخذت ماليس لك ممَن أعطاك ، ودنوت ممّن لم يردَ على أحدٍ حقّاً ، ولم تردَ باطلاً حين أدناك ، وأحببتَ مَنْ حادَ الله !.

أو ليس بدعائهم إيّاك حين دعوك جعلوك قطباً أداروا بك رحى مظالمهم ، وجسراً يعبرون عليك إلى بلاياهم ، وسلّما إلى ضلالتهم .

داعياً إلى غيّهم ، سالكاً سبيلهم ، يُدخلون بك الشكَ على العلماء ، ويقتادون بك قلوب الجهّال إليهم .

فلم يبلغ أخصّ وزرائهم ، ولا أقوى أعوانهم إلاّ دون ما بلغت من إصلاح فسادهم ،


(87)تحف العقول ( ص 274 ) والمحجة البيضاء ( 3 :

260 ) .

ص229


واختلاف الخاصّة والعامّة إليهم .

فما أقلّ ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك ، وما أيسر ما عمّروا لك في كَنَف ما خربّوا عليك ? .

فانظر لنفسك ، فإنّه لا ينظر لها غيرك ، وحاسبها حساب رجل مسؤول .

وانظر كيف شكرك لمن غذاك بنعمه صغيراً وكبيراً ? .

فما أخوفني أن تكون كما قال الله في كتابه :

( فَخَلَف من بعدهم خَلْف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيُغفر لنا) .

[ الأعراف - 7 - الاَية - 169 - ].

إنّك لست في دار مقام ، أنت في دارٍ قد آذنتْ برحيل ، فما بقاء المرء بعد قرنائه ?.

طوبى لمن كان في الدنيا على وجلٍ ، يا بؤس مَن يموت وتبقى ذنوبه من بعده .

إحذر فقد نُبّئتَ ، وبادر فقد اُجّلتَ .

إنّك تعامل مَن لا يجهل ، وإنّ الذي يحفظ عليك لا يغفل .

تجهّز فقد دنا منك سفر بعيد ، وداوِ دينك فقد دخله سقم شديد .

ولا تحسب أني أردتُ توبيخك وتعنيفك وتعييرك ، لكنّي أردتُ أن ينعش الله ما فات من رأيك ، ويردّ إليك ما عزُب من دينك ، وذكرت قول الله تعالى في كتابه :

( وذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين) .

[ الذاريات - 51 - الاَية - 55 - ].

أغفلتَ ذكر مَن مضى من أسنانك وأقرانك ، وبقيتَ بعدهم كقَرن أعضب .

انظر :

هل ابتلوا بمثل ما ابتليت به ? أم هل وقعوا في مثل ما وقعت فيه ? أم هل تراهم ذكرت خيراً أهملوه ? وعلمت شيئاً جهلوه ? .

بل :

حظيت بما حلّ من حالك في صدور العامّة ، وكلفهم بك ، إذ صاروا يقتدون برأيك ، ويعملون بأمرك ، إن أحللت أحلّوا ، وإن حرّمت حرّموا ، وليس ذلك عندك ، ولكن أظهرهم عليك رغبتهم في ما لديك ذهابُ علمائهم ، وغلبة الجهل عليك وعليهم ، وحبّ الرئاسة ، وطلب الدنيا منك ومنهم .

أما ترى ما أنت فيه من الجهل والغرّة ? وما الناس فيه من البلاء والفتنة ? .

قد ابتليتهم ، وفتنتهم بالشغل عن مكاسبهم ممّا رأوا ، فتاقت نفوسهم إلى أن يبلغوا من العلم ما بلغتَ ، أو يدركوا به مثل الذي أدركتَ ، فوقعوا منك في بحرٍ لا يدرك عمقه ، وفي

ص230


بلاء لا يقدّر قدره .

/ 38