-فأحمد الله واشكره على قدر ذلك.ولا قوّة إلاّ بالله.[23] وأمّا حقّ ولدك:-فتعلم أنّه منك، ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشرّه.-وأنّك مسؤول عمّا ولّيتَهُ من حُسْن الأدب، والدلالة على ربّه، والمعونة له على طاعته(فيك وفي نفسه، فمثاب على ذلك ومعاقب).-فاعمل في أمره عمل[ مَنْ يعلم أنّه مثاب على الإحسان إليه، معاقب علىالإسائة إليه] (المتزيّن بِحُسْن أثره عليه في عاجل الدنيا المعذِر إلى ربّه في ما بينك وبينه بحسن القيام عليه، والأخذ له منه.ولا قوّة إلاّ بالله).:[24] وأما حقّ أخيك
-فأنْ تعلم أنّه يدك التي تبسطها، وظهرك الذي تلتجىء إليه، وعزّك الذي تعتمد عليه، وقوّتك التي تصول بها(68)
-فلا تتّخذه سلاحاً على معصية الله.-ولا عُدَة للظلم لخلق الله(69)
-ولا تدع نصرته على(نفسه، ومعونته على) عدوّه(والحؤول بينَهُ وبين شياطينه) و(تأدية) النصيحة إليه، (والإقبال عليه في الله).
(68) في الصدوق:فأنْ تعلم أنّه يدك وعزّك وقوّتك.(69) في تحف العقول:بحقّ الله.
ص284
-فإن انقاد لربّه وأحسن الإجابة له،(70) وإلاّ فليكن اللهُ(آثرَ عندك و) أكرم عليك منه.ولا قوّة إلاّ بالله.[ ز - حقوق الاَخرين]
[25] وأمّا حقّ المنْعِم عليك بالولاء :فأن تعلم أنّه أنفق فيك ماله، وأخرجك من ذُلّ الرِقّ ووحشته إلى عزّ الحرّيّة واُنسها، وأطلقك من أسْر الملكة، وفكّ عنك قيد(71) العبوديّة(وأوجدك رائحة العزّ) وأخرجك من سجن القَهْر(72)(ودفع عنك العُسر، وبسط لك لسانَ الإنصاف، وأباحك الدنيا كلّها) فملّكَكَ نفسَك، (وحلّ أسْركَ) وفرّغَكَ لعبادة ربّك(واحتملَ بذلك التقصير في ماله)
-فتعلم أنّه أوْلى الخلق بك(بعد اُولي رحمك) في حياتك وموتك، وأحقّ الخلق بنصرك(73)(ومعونتك، ومكانفتك في ذات الله، فلا تُؤْثِر عليه نفسك) ما احتاج إليك.:[26] وأما حقّ مولاك الجارية عليه نعمتُك
-فأنْ تعلم أنّ الله جعلك حاميةً عليه، وواقيةً، وناصراً، ومعقلاً، وجعله لك وسيلة وسبباً بينك وبينه، فبالحريّ أنْ يحجبك عن النار، فيكون ذلك ثوابك منه في الاَجل.-ويحكم لك بِميراثه في العاجل-إذا لم يكن له رَحِم- مكافأةً لما أنفقته من مالك عليه وقمت به من حقّه بعد إنْفاق مالك، فإن لم تقم بحقّه خيف عليك أن لا يطيب لك ميراثه.
(70) في الصدوق:فإنْ أطاع الله تعالى.(71) في التحف:حلق، بدل قيد.(72) في الصدوق:من السجن.(73) في الصدوق:وأن نصرته عليك واجبة بنفسك ما احتاج إليه منك.
ص285
ولا قوّة إلاّ بالله(74)
:[27] وأما حقّ ذي المعروف عليك
-فأنْ تشكره
-وتذكر معروفه.-وتنشر له(75) المقالة الحسنة.-وتُخلص له الدعاء في ما بينك وبين الله سبحانه.فإنك إذا فعلتَ ذلك كنتَ قد شكرتَه سرّاً وعلانيةً.-ثمّ إن أمكنك مكافأته بالفعل(76) كافأته(وإلاّ كنتَ مُرْصِداً له موطناً نفسك عليها).[28] وأمّا حقّ المؤذّن
-فأنْ تعلم أنّه مذكّرك بربّك، وداعيك إلى حظّك، وأفضل أعوانك على قضاءالفريضة التي افترضها الله عليك.-فتشكره على ذلك شكرك للمحسن إليك.-(وانْ كنتَ في بيتك مهتّماً لذلك، لم تكن لله في أمره متّهِماً، وعلمت أنّه نعمة من الله عليك، لاشكَ فيها، فأحسن صحبة نعمة الله بحمد الله عليها على كل حال.ولا قوّة إلاّ بالله).[29] وأمّا حقّ إمامك في صلاتك
-فأن تعلم أنّه قد تقلّد السفارة في ما بينك وبين(الله، والوفادة إلى) ربك.-وتكلّمَ عنك ولم تتكلّمْ عنه.-ودعا لك ولم تدعُ له
(74) في الصدوق:فأن تعلم أنّ الله عزوجل جعل عتقك له وسيلة إليه، وحجاباً لك من النار، وأنّ ثوابك في العاجل ميراثه، إذا لم يكن له رحم، مكافأة بما أنفقت من مالك وفي الاَجل الجنة.(75) في الصدوق:وتكسبه، بدل وتنشر له.(76) في الصدوق:يوماً، بدل(بالفعل).
ص286
-(وطُلِبَ فيك ولم تُطْلَب فيه)
-وكفاك همّ(77) المقام بين يدي الله(والمسألة له فيك، ولم تكفه ذلك) فإن كان في (وإن كان آثماً لم[وإنْ كان تماماً كنت شريكه]شي من ذلك تقصير(78) كان به دونك تكن شريكه فيه).-ولم يكن له عليك فضل، فوقى نفسَك بنفسه، و(وقى) صلاتك بصلاته.ذلك.[قدر]-فتشكر له على
(ولا حول ولاقوّة إلاّ بالله).:[30] وأمّا حقّ الجليس
-فأن تُلين له(كنفك، وتطيّب له) جانبك
-وتنصفه في مجاراة اللفظ.(-ولا تُغرق في نزع اللحظ إذا لحظت.-وتقصد في اللفظ إلى إفهامه إذا لفظت).-وإن كنت الجليس إليه كنت في القيام عنه بالخيار، وإن كان الجالس إليك كان بالخيار، ولا تقوم إلاّ بإذنه(79)
وتنسى زلاّضته.]-
-وتحفظ خيراته.[-ولاتُسْمعه إلاّ خيراً
(ولاقوّة إلاّ بالله)
:[31] وأمّا حقّ الجار
-فحفظه غائباً.-وإكرامه شاهداً.
(77) في الصدوق:هول.(78) في الصدوق:نقص.(79) في الصدوق، اختلاف في ألفاظ هذه الفقرة، والمعنى واحد.
ص287
-ونصرته(ومعونته في الحالين جميعاً) .[إذا كان مظلوماً]
-ولا تتّبع له عورةً(ولا تبحث له عن سوءة لتعرفها، فإن عرفتها منه-من غير إرادةٍ منك ولا تكلفٍ- كنت لما علمتَ حصناً حصيناً وستراً ستيراً، لو بحثت الأسنّة عنه ضميراً لم تتّصل إليه لانطوائه عليه)(80) .[وإن علمت انه يقبل نصيحتك نصحتَه في ما بينك وبينه]
(-لا تستمع عليه من حيث لا يعلم).-ولا تسلّمه عند شديدة.(-ولا تحسده عند نعمة).-وتُقيل عثرته، وتغفر زلّته(81)(ولا تدّخر حلمك عنه) إذا جهل عليك.-ولا تخرج أن تكون سلماً له، تردّ عنه لسان الشتيمة، وتُبطل فيه كَيْد حامل النصيحة(82))
-وتعاشره معاشرةً كريمة.(ولا حول) ولا قوّة إلاّ بالله.[32] وأمّا حقّ الصاحب:-فأن تصحبه بالفضل(ما وجدت إليه سبيلاً) و(إلاّ فلا أقلّ من) الإنصاف(83)
-وأن تكرمه كما يكرمك(ولا يسبقك في ما بينك وبينه إلى مكرمة، فإن سبقك كافأتَهُ)(84)
-(وتحفظه كما يحفظك)
- [وتودّه كما يودّك](ولا تقصّر به عمّا يستحقّ من المودّة
(80) في الصدوق-بدل ما بين القوسين-:فإن علمت عليه سواً سترته عليه.(81) في الصدوق:ذنبه.(82) كذا، ولعلها:-النميمة- لأن-ّها أنسب بما قبلها وما بعدها سجعاً، ولأن حامل النصيحة لا كيد له ظاهراً، فلاحظ.(83) في الصدوق:فان تصحبه بالتفضّل والإنصاف.(84) هذه الجملة مؤخرة في التحف عن الجملة التالية.
ص288
-تلزم نفسك نصيحته وحياطته.-ومعاضدته على طاعة ربه)
-ومعونته على نفسه في ما لا يهمّ(85) به من معصية(ربّه).-ثمّ تكون(86) عليه رحمة، ولا تكون(87) عليه عذاباً.ولا قوّة إلاّ بالله.[33] وأمّا حقّ الشريك:-فإنْ غاب كفيتَه.-وإنْ حضر ساويتَه(88).-ولا تعزم على حكمك دون حكمه.-ولا تعمل برأيكَ دونَ مُنَاظرته.-تحفظ عليه ماله.-وتَنْفي عنه خيانته(89) في ما عزّ أو هانَ، ف(إنّه بلَغَنَا)-أنّ يد الله على الشريكين ما لم يتخاونا-.ولا قوّة إلاّ بالله.:[34] وأمّا حقّ المال
-فأنْ لا تأخذَه إلاّ من حِلّه.-ولا تُنفقه إلاّ في حلّه(90)(ولا تحرّفه عن مواضعه، ولا تصرفه عن حقائقه،
- ولا تجعله -إذا كان من الله-إلاّ اليه، وسبباً إلى الله).
(85) في الصدوق:وتزجره عما يهمّ، الى آخره.(86) في الصدوق:وكن.(87) في الصدوق:ولا تكن.(88) في الصدوق:رعيته، بدل(ساويتَه).(89) في الصدوق:ولا تخُنْهُ.(90) في الصدوق:في وجهه.
ص289
-ولا تُؤثِر به على نفسك مَنْ لا يحمدك(وبالحريّ أن لا يُحسن خلافته(91) في تركَتِك، ولا يعمل فيه بطاعة ربّك، فتكون مُعيناً له على ذلك، أو بما أحدثَ في مالك أحسن نظراً، فيعمل بطاعة ربّه فيذهب بالغنيمة).[-فاعمل فيه بطاعة ربّك، ولا تبخل به] فتبو ء ب(الإثمِ و) بالحسرة والندامةمع التبعة.ولا قوّة إلاّ بالله.:[35] وأمّا حقّ الغريم الطالب لك
-فإنْ كنتَ مُوسِراً أوفيتَه(92)(وكفيتَه وأغنيتَه، ولم تردُدْه وتمطله، فإنْ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:-مطلُ الغنيّ ظلم-)
-وإنْ كنتَ مُعْسِراً أرضَيْتَه بحُسْن القول(وطلبت إليه طلباً جميلاً) وردَدْتَه عن نفسك ردّاً لطيفاً.(ولم تجمع عليه ذهاب ماله، وسو ء معاملته، فإنّ ذلك لؤم.ولا قوّة إلاّ بالله)(93)
[36] وأمّا حقّ الخليط:-فأن لا تغُرَه.-ولا تغشّه.(-ولا تكذّبه.-ولا تغفله)
-ولا تخدعه.(-ولا تعمل في انتقاصِهِ عمل العدوّ الذي لا يُبقي على صاحبه.-وإن اطمأنَ إليك استقصيت له على نفسك، وعلمت:-أنّ غبن المسترسل ربا-.
(91) في بعض نسخ التحف، خلافتك.(92) في الصدوق:أعطيته.(93) هنا موضع-حق الغريم الذي تطالبه- الذي ذكر في المقدمة مع فروع الحقوق، لكنّه لم يعنون هنا في أيّ من النصين لا في تحف العقول، ولافي كتب الصدوق.
ص290
[-وتتّقي اللهَ تبارك وتعالى في أمره]
ولا قوّة إلاّ بالله).[37] وأمّا حقّ الخصم المدّعي عليك:-فإن كانَ ما يدّعي- عليك حقّاً [ كنتَ شاهدَه على نفسك ] (لم تنفسخ في حُجَته) [ولم تظلمه] (ولم تَعْمل في إبطال دعوته) [و أوفيته حقّه ] (وكنْتَ خَصْم نفسك له، والحاكم عليها، والشاهد له بحقّه، دون شهادة الشهود، فإنّ ذلك حقّ الله عليك).-وإن كان ما يدّعيه باطلاً رَفَقْتَ به) وردَعته(94) وناشدته بدينه) [ولم تأتِ في أمره غير الرفق، ولم تُسْخط ربّك في أمره] (وكسرتَ حدّتَهُ بذكر الله، وألغيتَ حشو الكلام ولُغَطَهُ الذي لايردّ عنك عادية عدوّك، بل تبو ءبإثمِه، وبه يشحذ عليك سَيْف عداوته، لأنّ لفظة السوء تبعث الشرّ، والخير مَقْمَعَة للشرّ.ولا قوّة إلاّ بالله).[38] وأمّا حقّ الخصْم المدّعى عليه
-فإنّ كانَ ما تدّعيه حقّاً(95) أجْملتَ في مقاولته(بمخرج الدعوى فإنّ الدعوى غلظة في سمع المدّعى عليه) .[ولم تجحَدْ حقه ]
(-وقصدت قصد حجّتك بالرفق، وأمهل المهلة، وأبين البيان، وألطف اللطف.-ولم تتشاغل عن حجّتك بمنازعته بالقيل و القال، فتذهب عنك حجّتُك، ولا يكون لك في ذلك دَرْك) [وإنْ كنتَ مُبْطلاً في دعواك اتّقيْتَ الله عزّ وجلّ، وتُبْتَ إليه، وتركتَ الدعوى]
(ولا قوّة إلاّ بالله)
(94) كذا في بعض النسخ، والظاهر أنه الصواب وفي أكثرها ورَوّعْتَهُ والظاهر عدم صحّته، وفي بعض النسخ:ورّعته، فمعناه دعوته إلى الورع.(95) في الصدوق:إن كنت محقّاً في دعواك..