شفاعة فی الکتاب و السنة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
كلاّ. فإذن لا وجه لتخصيص كونِهِ شاهداً على الأُمّة المعاصرة للنبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ .3 ـ الآيات القرآنية صريحة في امتداد حياة الإنسان إلى ما بعد موته، يقول سبحانه في حقّ الكافرين:
( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )(1).فهذه الآية تصرّح بامتداد الحياة الإنسانية إلى عالم البرزخ، وإنّ هذا العالم وعاءٌ للإنسان يعذّب فيها مَن يُعذّب وينعَّم فيها من ينعَّم.أمّا التنعُّم فقد عرفت التصريح به في الآية الواردة في حقّ الشهداء.وأمّا العقوبة، فيقول سبحانه:
(النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ)(2).4 ـ هذا هو الذكر الحكيم ينقل بياناً عن الرجل الذي جاء من أقصى المدينة، وأيّد رسل المسيح، فلمّا قتل خوطب باللّفظ التالي: (قيل ادخل الجنة ) فأجاب بعد دخوله الجنة:
(يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ* بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُكْرَمِينَ)(3)
إلى غير ذلك من الآيات الدالة على امتداد الحياة، واستشعار لفيف من عباد الله لما يجري هنا وهناك، غير أنّا لا نَسمع بيانَهم ولا نفهم خِطابهم، وهم سامعون، عارفون بإذن الله سبحانه.