1 ـ ما أنتم بأسمعَ منهم
هذه الكلمة ألقاها النبي الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ عندما كان بمقربة من قتلى قريش، وقد تقدّمذكرها مفصّلا في فصل: الحياة البرزخية فراجع(1).
2 ـ رواية الصحابي الجليل: عثمان بن حنيف
روى الحافظ الطبراني عن الصحابي الجليل عثمان بن حنيف: أنّ رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له، وكان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقى ابنَ حنيف فشكا إليه ذلك، فقال له ابنُ حنيف: إئت الميضأة، فتوضّأ ثم ائتِ المسجد فصلِّ ركعتين، ثم قل: اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّنا محمد نبيّ الرحمة، يا محمد إنّي أتوجّه بك إلى ربّك أن تقضي حاجتي، وتذكر حاجتك.فانطلق الرجل فصنع ما قال، ثم أتى باب عثمان فجاءَه البوّاب حتى أخذ بيده، فاُدخِلَ على عثمان فأجلسه معه على الطنفسة فقال: حاجتك ؟
فذكر حاجته وقضى له، ثم قال له: ما ذكرتُ حاجتك حتى كانت الساعة، وقال: ما كانت لك من حاجة فاذكرها، ثم إنّ الرجل خرج من عنده فلقى ابن حنيف فقال له: جزاك الله خيراً، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إليّ حتى كلّمتَه فيّ.فقال ابن حنيف: والله ما كلّمته، ولكن شهدتُ رسول الله، وأتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره، فقال له النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : إن شئت دعوتُ أو تصبر، فقال: يا رسول الله إنّه ليس لي قائدٌ وقد شقّ عليّ، فقال له النبي: ائت
الميضأة فتوضّأْ ثم صلّ ركعتين ثم ادعُ بهذه الدَعَوات.
(1) إنّ تكلّم رسول الله مع رؤوس الشرك الموتى الذين أُلقيت أجسادُهم في البئر من مسلّمات التاريخ والحديث، وقد أشار إلى هذا من بين المحدّثين والمؤرّخين: صحيح البخاري 5: 76 و 77 ـ 87 في معركة بدر ; صحيح مسلم8: 163 كتاب الجنة باب مقعد الميت ; سنن النسائي 4: 89 و 90 باب أرواح المؤمنين; مسند الامام أحمد 2: 131; السيرة النبوية 1: 639 ; المغازي1: 112 غزوة بدر ; بحار الأنوار 19: 346.