شفاعة فی الکتاب و السنة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
إنّ الذين قرأت هم أهلها هم المشركون، ولكن هؤلاء قوم أصابوا ذنوباً فعذّبوا ثم أخرجوا منها ثم أهوى بيديه إلى أُذنيه، فقال: صمّتا إن لم أكن
سمعت رسول الله يقول: يخرجون من النار بعدما دخلوا، ونحن نقرأ كما قرأت.وعن ابن أبي حاتم عن يزيد الفقير، قال: جلست إلى جابر بن عبد الله وهو يحدّث، فحدّث أنّ ناساً يخرجون من النار، قال: وأنا يومئذ أنكر ذلك، فغضبت وقلت: ما أعجب من الناس ولكن أعجب منكم يا أصحاب محمد تزعمون أنّ الله يخرج ناساً من النار والله يقول:
( يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا )(1)
فانتهرني أصحابه وكان أحلمهم، فقال: دعوا الرجل إنّما ذلك للكفّار، فقرأ:
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الاَْرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ )
حتى بلغ ( وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ )(2) أما تقرأ القرآن ؟
قلت: بلى قد جمعته، قال: أليس الله يقول:
(وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً )(3)
فهو ذلك المقام فإنّ الله تعالى يحتبس أقواماً بخطاياهم في النار ما شاء لا يكلّمهم فإذا أراد أن يخرجهم أخرجهم قال: فلم أعد بعد ذلك إلى أن أكذب به...(4).هذه خمسون حديثاً رواها أهل السنّة عن النبي الأعظم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ولو أضفنا إليها الصور المختلفة لكل حديث لتجاوز عدد الأحاديث المائة حديث، ولكن اكتفينا بهذا المقدار وأشرنا إلى المواضع التي نقلت فيها صورها المختلفة والناظر فيها يذعن بأنّ الاعتقاد بالشفاعة كان أمراً مسلّماً بين جماهير المسلمين كما يذعن بأنّها لم تكن عندهم مطلقة عن كل قيد،
بل لها شرائط خصوصاً في جانب المشفوع له، وأنّ هناك شفعاء وسنشير في خاتمة المطاف إلى فذلكة الروايات وعصارتها في المواضع المختلفة.
هلمّ معي نقرأ ما روته الإمامية في هذا الباب من الأحاديث الكثيرة عن النبي الأكرم والأئمة المعصومين، ولأجل سهولة الإرجاع إليها نحافظ على التسلسل المذكور في الأحاديث السابقة.