عقد الثمین فی إثبات وصایة أمیرالمؤمنین (علیه السلام) نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
العلم والشرف من سكان المدينة المعمورة بالعلوم مدينة زبيدعن انكار عائشة ام المؤمنين زوجة النبي (ص) لصدور الوصية من رسول اللّه (ص)، لما ذكروا عندها ان امير المؤمنين عليا(ع) كان وصيا لرسول اللّه (ص)، وهذا ثابت من قولها في الصحيحين والنسائي عن طريق الاسود بن يزيد بلفظ: متى اوصىاليه؟ وقد كنت مسندته الى صدري، فدعا بالطست، فلقد انخنث في حجري وما شعرت انه مات، فمتى اوصى اليه((21))؟وفي روايةعنها انها انكرت الوصية مطلقا((22)) ولم تقيد بكونها الى علي (ع)، فقالت: ومتى اوصى وقد مات بين سحريونحري؟ ولنقدم قبل الشروع في الجواب مقدمة ينتفع بها السائل، فنقول:ينبغي ان يعلم اولا: ان قول الصحابي ليس بحجة، وان المثبت اولى من النافي، وان من علم حجة على من لم يعلم، وانالموقوف لا يعارض المرفوع على فرض حجيته. وهذه الامور قد قررت في الاصول، ونيطت بادلة تقصر عن نقضها ايديالفحول، وان تبالغت في الطول.ويعلم ثانيا: ان ام المؤمنين رضي اللّه عنها كانت تسارع الى رد ما خالف اجتهادها، وتبالغ في الانكار على راويه كما يقع مثلذلك لكثير من المجتهدين.وتتمسك تارة بعموم لا يعارض ذلك المروي كتغليطها لعمر لما روى مخاطبته (ص) لاهل قليب بدر وقوله عند ذلك:يارسول اللّه انما تخاطب امواتا. فقال له: ((ما انتم باسمع منهم)). فردت هذه الرواية عائشة بعد موت عمر وتمسكت بقولهتعالى(وما انت بمسمع من في القبور)((23)) ((24))، وهذا التمسك غير صالح لرد هذه الرواية من مثل هذاالصحابي.وغاية ما فيه بعد تسليم صدقه على اهل القليب انه عام، وحديث اسماعهم خاص، والخاص مقدم على العام، وتخصيصعمومات القرآن بما صح من آحاد السنة هو مذهب الجمهور.وتارة تتمسك بما تحفظه كقولها لما بلغها رواية عمر رضي اللّه عنه عن رسول اللّه (ص) بلفظ ((ان الميت ليعذب ببكاء اهله))فقالت: يرحم اللّه عمر ما حدث رسول اللّه (ص) ان الميت ليعذب ببكاء اهله، ولكن قال: ((ان اللّه ليزيد الكافر عذابا ببكاء اهلهعليه)) ثم قالت: حسبكم القرآن (ولا تزر وازرة وزر اخرى)((25)). اخرجه الشيخان والنسائي.وفي رواية: انه ذكر لها ان ابن عمر يقول: ان الميت ليعذب ببكاء الحي((27)) فقالت: يغفر اللّه لابي عبدالرحمن اما انه لميكذب، ولكنه نسي او اخطا، انما مر رسول اللّه (ص) على يهودية يبكى((28)) عليها، فقال: انهم ليبكون عليها، وانها لتعذبفي قبرها))((29)) اخرجها الشيخان ومالك والترمذي والنسائي.