رد المصنف على الناظم في الفوقية
وهذا الكلام صحيح إن صح عن مالك، فإنه ليس فيه إلا الإيمان بايةاستوى على العرش كما نطق به القرآن وأن كيفيته غير معقولة، والسائل عنها
ضال مبتدع شيطان، وفي ذلك قطع بأن الاستواء على ظاهره المعلوم عند
الناس من أنه القعود، فإن ذلك معقول وليس فيه تصريح بفوقية الذات ولا يلزم من
قولنا استوى على العرش أن يكون هو على العرش إلا بعد أن نثبت أن الاستواء هو
القعود والجلوس كما في المخلوق، وجل الله عن ذلك، فهذا الرجل لم يفهم كلام
مالك ولا كلام غيره من العلماء الكثيرين الذين حكى عنهم كلهم. وإنما يؤثر عنهم
كلام مقتد بالكتاب يراد به معنى صحيح مع التنزيه، وما لا يوهم التشبيه ولا
يقتضيه.
روايات الضراب عن مالك
وقد روى الضراب في هذا الكتاب قال حدثنا عمر بن الربيع ثنا أبو أسامة ثناابن أبي زيد عن أبيه عن حبيب (1) كاتب مالك قال: سئل مالك بن أنس عن قول النبي
صلى الله عليه وسلم (ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة)
(1) وعلى روايته في تفسير النزول عن مالك عول القاض عياض في المشارق،
وقد تكلم في حبيب هذا أهل النقد إلا أن مالكا رضي الله عنه كان شديد
الانتقاد للرجال وقوله هو القول الفصل في رجاله المدينة فلا يطمئن القلب إلى
إن يكون كاتبه وقارئ موطئه على جمهور المتلقين من مالك غير مرضي عنده