نص من ابن تيمية في الحد والجسم
فصل
كله سفاهة.فصل
حكى مذاهب خصومه بأقبح ما يكنون ثم قال: " جربت هذا كله ووقعت فيتلك الشباك وكنت ذا طيران حتى أتاح لي الإله بفضله من ليس تجزيه يدي ولساني
حبر أتى من أرض حران فيا أهلا بمن قد جاء من حران (1) "
(1) وكم أضل من خلطائه ولهم معه موقف يوم القيامة لا يغبط عليه وهو الذي
جاهر بقيام الحوادث بذاته تعالى - يعزو ذلك إلى أئمة أبرياء من مثل هذا
الالحاد - وبالقدم النوعي، وبالجهة والحركة والثقل وتجويز الجسمية والاستقرار
في جانب الله سبحانه مع التطاول على كثير من الأمة والشذوذ عما عليه
جمهور أهل العلم في كثير من المسائل النوعية، والرد على كبير العلماء
وصغيرهم حتى الصحابة وتلبيس ذلك بمذهب السلف خيانة وكذبا، ومما يجب
التنبه إليه أن من وجوه تحيل الناظم وشيخه ومن على شاكلتهما من المتشبعين
بما لم يعطوا تتبع ما دون ضد الأئمة المتبوعين من مؤاخذات في مسائل
واتخاذ تلك المؤاخذات وسيلة للتهجم عليهم كلما شاءوا لأجل أن يظهروا بمظهر
أنهم من السعة في العلم بحيث تضيق علوم الأئمة عن علومهم ويجب هجر
آراء هؤلاء إلى أهوائهم، هذا شأنهم في أئمة علوم الشرع وهكذا صنيعهم مع
علماء باقي العلوم بدون تفرغ العلم، ولا شك أن كل عالم مهما علت منزلته
في علمه لا بد وأن تقع منه هفوات تكون مدونة في كتاب لأحد نقاد هذا العلم
المتفرغين للتمحيص فيه خاصة إذ لا عصمة لغير الأنبياء عليهم السلام،
فمن تعود أن يجمع تلك المؤاخذات من مظانها كالباب الخاص في مصنف أبي
شيبة في مخالفات أبي حنيفة لأحاديث صحيحة صريحة في نظر صاحب
المصنف، وكتاب إبراهيم ابن علية في مالك وكتاب محمد بن عبد الحكم في
حق الشافعي، وكتاب الكياهراسي في مفردات أحمد وكتاب الأهوازي في
الأشعري ونحوها، وأخذ يتحامل على الأئمة بتوجيه تلك المؤاخذات إليهم
متظاهرا بإنها من بنات أفكاره داسا في غضون كلامه ما شاء من الأباطيل
يظن به من لا بصر له بالحقائق من العامة أن له من العلم ما يجعله فوق الأئمة.فهما وتحقيقا وإحاطة مع أنه لابس ثوبي زور، وقد رد على غالب تلك
المؤاخذات في كتب خاصة بحيث لا تقوم لها قائمة لكن الذي يجهل ذلك
ينخدع بخزعبلاته ويقع في المهالك إذا تقاعس علماء أهل الحق عن البحث
والتنقيب والرد على الشذاذ بمثل أسلحتهم كما يجب، والله سبحانه يتولى
هدانا بمنه وكرمه وأيقظنا جميعا من رقدتنا وألهمنا طريق حراسة مذاهب أهل
الحق في الأصول والفروع وأشعرنا عظم المسؤولية في الآخرة ووقانا شر التساهل
في ذلك إنه سميع مجيب.قال الحافظ ابن طولون في " ذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر " عند
ذكره سبب انتقال الشيخ عبد النافع بن عراق من المذهب الحنبلي إلى المذهب
الشافعي بعد أن جعله والده حنبليا: " قال الحافظ صلاح الدين العلائي (وقل
من أفضله عليه من متأخري الشافعية في الجمع بين الفقه والحديث كما يجب)
ذكر المسائل التي خالف فيها ابن تيمية الناس في الأصول والفروع. فمنها ما
خالف فيها الإجماع، ومنها، ما خالف فيها الراجح في المذاهب: فمن ذلك يمين
الطلاق. قال بأنه لا يقع عند وقوع المحلوف عليه بل عليه فيها كفارة يمين، ولم
يقل قبله بالكفارة فيها واحد من فقهاء المسلمين البتة ودام افتاؤه بذلك زمانا
طويلا وعظم الخطب ووقع في تقليده جم غفير من العوام وعم البلاء، وأن
طلاق الحائض لا يقع وكذلك الطلاق في طهر جامع فيه زوجته، وأن الطلاق
الثلاث يرد إلى واحدة، وكان قبل ذلك قد نقل إجماع المسلمين في هذه المسألة
على خلاف ذلك، وإن من خالفه فقد كفر، ثم إنه أفتى بخلافه وأوقع خلقا
كثيرا من الناس فيه، وأن الصلاة إذا تركت عمدا. لا يشرع قضاؤها، وأن
الحائض تطوف في البيت من غير كفارة وهو مباح لها، وإن المكوس حلال لمن
أقطعها، وإذا أخذت من التجار أجزأتهم عن الزكاة وإن لم يكن باسم الزكاة ولا
على رسمها، وأن المايعات لا تنجس بموت الفأرة ونحوها فيها، وأن الجنب
يصلي تطوعه بالليل بالتيمم ولا يؤخره إلى أن يغتسل عند الفجر وإن كان
بالبلد. وقد رأيت من يفعل ذلك ممن قلده فمنعته منه، وسمعته حين سئل
عن رجل قدم فراشا لأمير فيجنب بالليل في السفر ويخاف إن اغتسل عند
الفجر أن يتهمه أستاذه فأفتاه بصلاة الصبح بالتيمم وهو قادر على الغسل
(ومسألة أبي يوسف غير هذه) وسئل عن شرط الواقف قال غير معتبر
بالكلية بل الوقف على الشافعية يصرف إلى الحنفية وعلى الفقهاء إلى
الصوفية وبالعكس، وكان يفعل هكذا في مدرسته فيعطي منها الجند والعوام
ولا يحضر درسا على اصطلاح الفقهاء وشرط الواقف بل يحضر فيها ميعادا. يوم
الثلاثاء ويحضره العوام ويستغني بذلك عن الدرس، وسئل عن جواز بيع
أمهات الأولاد فرجحه وأفتى به.ومن المسائل المنفرد بها في الأصول مسألة الحسن والقبح التي يقول بها
المعتزلة (بل أربى عليهم بتحكيم العقل في الخلود راجع المعتمد لأبي
الحسين البصري المعتزلي في المسألة وكلام ابن تيمية فيها حتى تعلم مبلغ
مجازفته وتهوره) فقال بها ونصرها وصنف فيها وجعلها دين الله بل ألزم كل
ما يبنى عليه كالموازنة في الأعمال (فيالته حينما حكم العقل حكم العقل
السليم ولم يحكم عقل نفسه الظاهر اختلاله جدا بما فاه به في ذات الله
وصفاته، تعالى الله عما يقول الجاهلون).وأما مقالاته في أصول الدين فمنها أن الله سبحانه محل للحوادث، تعالى
الله عما يقول علوا كبيرا.، وأنه مركب مفتقر إلى (اليد والعين والوجه
والساق ونحوها) افتقار الكل إلى الجزء، وإن القرآن محدث في ذاته تعالى،
وأن العالم قديم بالنوع ولم يزل مع الله مخلوق دائما فجعله موجبا بالذات لا
فاعلا بالاختيار - سبحانه ما أحلمه - ومنها قوله بالجسمية والجهة والانتقال
وهو منزه عن ذلك - وصرح في بعض تصانيفه بأن الله بقدر العرش لا أكبر ولا
أصغر تعالى الله عن ذلك، وصنف جزءا في أن علم الله لا يتعلق بما لا
يتناهى كنعيم أهل الجنة وأنه لا يحيط بغير التناهي وهي التي زلق فيها
الإمام (يعني ابن الجويني في البرهان) ومنها أن الأنبياء غير معصومين وأن
نبينا عليه وعليهم الصلاة والسلام ليس له جاه ولا يتوسل به أحد إلا وأن
يكون مخطئا، وصنف في ذلك عدة أوراق، وأن إنشاء السفر لزيارة نبينا
صلى الله عليه وسلم معصية لا تقصر فيها الصلاة وبالغ في ذلك، ولم يقل به
أحد من المسلمين قبله، وإن عذاب أهل النار ينقطع ولا يتأبد (وجزء التقي
السبكي في الرد عليه مطبوع) ومن أفراده أيضا أن التوراة والإنجيل لم تبدل
ألفاظهما بل هي باقية على ما أنزلت وإنما وقع التحريف في تأويلهما وله فيه
مصنف (هذا يخالف كتاب الله والتاريخ الصحيح، وما في البخاري عن ابن
عباس من الكلام الطويل في ذلك بين صدره وعجزه كلام مدرج، ما أسنده أحد
وفي الايهام فلا يصح أن يتمسك به أحد على خلاف كتاب الله وخلاف ما صح
عن ابن عباس نفسه في البخاري نفسه) آخر ما رأيت وأستغفر الله من كتابة
مثل هذا فضلا عن اعتقاده انتهى ما نقله ابن طولون عن الصلاح العلائي ".وصاحب هذه الطامات هو الذي يرحب به الناظم ويتخذه قدوة فتبا لهذا التابع
وهذا المتبوع. ومما ذكره ابن رجب في مفرداته ارتفاع الحدث بالمياه المعتصرة
كماء الورد ونحوه، وجواز المسح على كل ما يحتاج في نزعه من الرجل إلى
معالجة باليد أو بالرجل الأخرى، وعدم توقيت المسح على الخفين مع
الحاجة، وجواز التيمم خشية فوت الوقت لغير المعذور وفوت الجمعة والعيدين
وأنه لا حد لأقل الحيض ولا لأكثره ولا لسن الإياس، وأن قصر الصلاة
يجوز في قصير السفر وطويله، وأن البكر لا تستبرئ ولو كانت كبيرة وأنه
لا يشترط الوضوء لسجود التلاوة، وأنه يجوز المسابقة بلا محلل، واستبراء
المختلعة بحيضة وكذا الموطوءة بشبهة والمطلقة آخر ثلاث تطليقات وغيرها
ا ه فكم له من شواذ نحو ما تقدم. وقد ذكر ابن حجر الهيثمي في الفتاوى
الحديثية كثيرا من شواذ ابن تيمية وقال عنه: " عبد خذله الله وأخزاه وأصمه
وأعماه " وقد حاول الشيخ نعمان الآلوسي - بإشارة صديق خان الذي كان له
به صلة مادية متينة الرد عليه في (جلاء العينين) متوخيا تبرئة ساحة ابن
تيمية من غالب تلك الشواذ لكن سقط في يده حيث فضحت هذه المرحلة من
الدعاية لابن تيمية بطبع كتب له فيما بعد تصرح بما نفى هو عنه بل ربما تطبع
له كتب أخرى مثل (التأسيس في رد أساس التقديس) بالنظر إلى أن بعض
صنائع الحشوية نقله حديثا فيخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المسلمين وفيما
ذكرناه كفاية في لفت النظر إلى نماذج من مفرداته والشيخ نعمان المذكور ناقض
نفسه حيث يناقض كلامه في الكتاب المذكور ما سطره هو في (غالية الواعظ)
لكن قاتل الله المادة ما دخلت في شئ إلا أفسدته وهو ليس بأمين على طبع
تفسير والده ولو قابله أحدهم بالنسخة المحفوظة اليوم بمكتبة راغب باشا
باصطنبول - وهى النسخة التي كان المؤلف أهداها إلى السلطان عبد المجيد خان
لوجد ما يطمئن إليه. نسأل الله السلامة.فهل تلقيب عمرو بن عبيد لابن عمر رض الله عنه بالحشوي إفكا وزورا على
تقدير ثبوت ذلك عنه يمنع من تلقيب الحسن البصري لطوائف المجسمة حشوية
حقا وصدقا، فاضحك ثم اضحك على عقل من يأبى هذا التلقيب وهو متلبس
بهذه الوصمة الشنيعة بشهادة نفسه.