فوق السماء وفوق كل
مكان وهو الذي حقا على العرش استوى وإليه يصعد كل قول طيب وإليه يرفع
سعى ذي الشكران، والروح والأملاك منه تنزلت وإليه تعرج وإليه أيدي السائلين
توجهت، وإليه قد عرج الرسول صلى الله عليه وسلم وإليه قد رفع المسيح
حقيقة وإليه يصعد روح كل مصدق، لكن أولو التعطيل منهم أصبحوا مرضى
بداء الجهل والخذلان.
تسمية الناظم أهل الحق بحزب جنكزخان
فسألت عنهم رفقتي أصحاب جهم حزب (1) جنكسخان. من هؤلاء؟(1) أنظر هذا الحشوي كيف يجعل أهل السنة المنزهين لله عن الجسم
والجسمانيات من حزب جنكزخان الذي اكتسح معالم الإسلام من بلاد
الصين إلى حدود الشام غربا وإلى نهر ولجا وما والاها من بلاد البلغار
القديم شمالا ذلك الكافر العريق في الكفر، المسود لتاريخ البشرية بعظائمه
الهمجية. ولم تزل أعين المسلمين تفيض إما على تلك الكوارث التي
قضت على تلك العلوم الزاهرة وعلى هؤلاء العلماء النبهاء حراس الشريعة
الغراء، حتى أصبح مثل الناظم يجد مجالا للكلام، بمثل هذه المخازي، كأنه
وشيخه كانا يحاولان القضاء على البقية الباقية من الإسلام، ومن علوم
الإسلام، إتماما لما لم يتم بأيدي المغول، لكنهما قضيا على أنفسهما
ومداركهما قبل أن يقضيا على السنة باسم السنة وعلى عقول الناس باسم
النظر عاملهما الله سبحانه بعدله.