2 - في معنى قوله تعالى : ان تجتنبوا كبائر
ما تنهون عنه
1 - هل المعاصي منقسمة في الشرع إلى كبائر
وصغائر
ممن يضيع ، و لو لا ذلك لم يمكن لا حد أن يشهد على آخر بصلاح ، لان من لا يصلي لا صلاح له بين المسلمين ، فان رسول الله صلى الله عليه و آله هم
بأن يحرق قوما في منازلهم ، لتركهم الحضور لجماعة المسلمين ، و قد كان فيهم من يصلي
في بيته فلم يقبل منه ذلك ، و كيف يقبل شهادة أو عدالة بين المسلمين ممن جرى الحكم
من الله عز و جل و من رسوله صلى الله عليه و آله فيه الحرق في جوف بيته بالنار ، و
قد كان يقول : لا صلاة لمن لا يصلي في المسجد مع المسلمين الا من علة ) ( 1 )
.انما الكلام في ما يزيل العدالة و ما لا يزيلها قال المحقق قدس سره : (
و لا ريب في زوالها بمواقعة الكبائر ، كالقتل و الزنا و اللواط و غصب الاموال
المعصومة ) جهات البحث في المقام أقول : هنا جهات من البحث : فالأَولى : هل المعاصي
منقسمة في الشرع إلى كبائر و صغائر ؟ لا مجال لانكار أن طائفة من المعاصي كبائر و
يدل على ذلك من الكتاب قوله تعالى : ( ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم
سيئاتكم ) ( 2 ) .و الآية الكريمة : ( ما لهذا الكتاب لا يغادر
صغيرة و لا كبيرة الا أحصاها ) ( 3 ) .و من السنة اخبار كثيرة يأتي بعضها
.و الثانية : في معنى الاية الاولى من الايتين المذكورتين ، فان ظاهرها
1 - و سائل الشيعة 18 / 288 باب 41 شهادات 2 - سورة
النساء : 31 .3 ) سورة الكهف : 49