مواعظه لأبي ذر
2115- يا أبا ذر إنك إن غضبت لله فارج من غضبت له إن القوم خافوك على دنياهم و خفتهم على دينك فاترك في أيديهم ما خافوك عليه و اهرب منهم بما خفتهم عليه فما أحوجهم إلى ما منعتهم و ما أغناك عما منعوك و لو أن السماوات و الأرض كانتا على عبد رتقا ثم اتقى الله لجعل له منهما مخرجا فلا يؤنسنك إلا الحق و لا يوحشنك إلا الباطل فلو قبلت دنياهم لأحبوك و لو قرضت منها لأمنوك
ذم بعض أصحابه
2116- قال في حق من ذمه عاش ركاب عشوات جاهل ركاب جهالات عاد على نفسه مزين لها سلوك المحالات و باطل الترهات
2117- فالصورة صورة إنسان و القلب قلب حيوان
2118- منهم تخرج الفتنة و إليهم تأوي الخطيئة يردون من شذ عنها فيها و يسوقون من تأخر عنها إليها
2119- ماتحا في غرب هواه كادحا سعيا لدنياه
2120- نسيتم ما ذكرتم و أمنتم ما حذرتم فتاه عليكم رأيكم و تشتت عليكم أمركم
2121- قال في وصف بني أمية هي مجاجة في لذيذ العيش يتطعمونها برهة و يلفظونها جملة
2122- هيهات ما تناكرتم إلا لما قبلكم من الخطايا و الذنوب
2123- هو بالقول مدل و من العمل مقل و على الناس طاعن و لنفسه مداهن هو في مهلة من الله يهوي مع الغافلين و يغدو مع المذنبين بلا سبيل قاصد و لا إمام قائد و لا علم مبين و لا دين متين هو يخشى الموت و لا يخاف الفوت
2124- و الله ما منع الأمن أهله و أزاح الحق عن مستحقه إلا كل كافر جاحد و منافق ملحد
2125- و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما أسلموا و لكن استسلموا و أسروا الكفر فلما وجدوا أعوانا عليه أعلنوا ما كانوا أسروا و أظهروا ما كانوا أبطنوا
2126- لا يحتسب رزية و لا يخشع تقية لا يعرف باب الهدى فيتبعه و لا باب الردى فيصد عنه
2127- يحب أن يطاع و يعصي و يستوفي و لا يوفي يحب أن يوصف بالسخاء و لا يعطي و يقتضي و لا يقتضى
2128- هلك من ادعى و خاب من افترى