تعقيب و نقد - دراسة تحلیلیة حول عناصر بقاء السنة الشریفة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

دراسة تحلیلیة حول عناصر بقاء السنة الشریفة - نسخه متنی

احمد مبلغی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تعقيب و نقد

ومع أنّ الفكرة السائدة في أذهان الأمّة كانت هذه،أي اطلاق الحرّية للسنّة إلا أنّه حصلت بعض الموارد سلبت فيها الحرّية عن السنّة ولم يفسح لها المجال لكي تتحرك كما تشاء وتدلي بصوتها. وأبرز هذه الموارد ما يلي:

1ـ المجال السياسي: لقد كانت التأويلات غير المستندة إلى أساس، سلاحاً بيد السلطة تستخدمه أنّي شاءت وكيف شاءت ولاسيّما عندما تصطدم مصالحها مع إرادة السنّة الشريفة، وأبرز مانراه من هذه التأويلات ما كان على يد الأمويّين والعبّاسييّن، وجعلوا ملاكهم في ذلك الانتصار على أهل بيت النبوّة حيث كان أهل البيت يصرّون على التصدّي للوقوف بوجه إنحرافاتهم عن السنّة.

2ـ التعصب المذهبي: دفع التعصّب المذهبي ـ حينما بلغ ذروته ـ الكثير إلى تأويل ما في السنّة بما يتلاءم مع المذهب.و كمثال على ذلك ماورد على لسان أحد علماء القرن الرابع حيث يقول:

الأصل انّ كلّ آية تخالف قول أصحابنا فإنّها تحمل على النسخ أو على الترجيح والأولى أن تحمل على التأويل من جهة التوفيق.[41]

3ـ ما حصل في عهود التقليد: لقد كانت السنّة في عهود التقليد تؤخذ من خلال أقوال فقهاء المذهب ويختلف هذا المورد عن سابقيه بأنّ الحرية فيهما سلبت بصورة مباشرة عن السنّة بينما هنا تمّ سلب الحرّية منها من خلال سلب العلماء حرية الاجتهاد عن أنفسهم. وهذا بدوره يبرز عمق واصالة النظريّة القائلة بحرّية باب الاجتهاد حيث انّها تعني اعطاء الحرّية الى السنّة لكي تؤتي ثمارها.

رجوع الأمّة إلى السنّة

من جملة ما حرصت الأمّة عليه الرجوع إلى السنّة في فهم القرآن وأخذ مالم يبيّنه القرآن من الأحكام والعقائد، ويمكن ابراز شدّة تمسّكهم بالرجوع إلى السنّة من خلال ذكر اُمور وهي:

أولاً، إنّ رجوعهم لم يكن مقصوراً على القضايا التي نصّت عليها السنّة،بل كان يرجع إليها حتى في القضايا التي لم تنصّ عليها السنّة مباشرة، من الأخذ بعمومها، والاعتماد على القواعد المستقاة منها.

ثانيآً، إذا رأوا تعارضاً بين روايات السنّة فإنهم لايضربون بل يلجؤون إلى طرق العلاج التي يبقون بها في دائرة السنّة.

ثالثاً، إنّهم حاولوا الحصول على النسب القائمة بين السنّة والقرآن من التخصيص والتقييدوالنسخ والبيان والتفصيل.

وعلى ضوء هذه الأمور يمكننا القول انّ بروز الفقه كعلم مستقل كان وليداً للسنّة؛ بمعنى انّ الفقه كان في بداية تكوّنه عبارة عن نتائج تلك الرجوعات إلى السنّة، سواء فيما نصّت عليه أم فيما لم تنصّ عليه؛ ولذلك نرى أنّ الفقه في كتب المتقدّمين من السنّة والشيعة، كان عبارة عن نقل الروايات وإحيانا التعليق عليها، ويمكن رؤية ذلك من خلال النظر إلى موطّأ مالك او النهاية للشيخ الطوسي.

محاولة معرفة طرق الإستفادة الصحيحة من السنّة

إنّ تقيّد العلماء بالسنّة، جعلهم يدركون الحاجة الماسة إلى كشف طرق تضمن صحّةالاستفادة من السنّة؛فاندفعوا إلى معرفة ذلك. واثمرت المحاولات الأوّلية لهم عن تكوين مجموعة من مباحث الألفاظ التي هي أساس علم الأصول، ومطالعتنا لتاريخ علم الأصول تهدينا لذلك.[42]

/ 11