فصل الخِطاب من کتاب الله ، وحدیث الرسول ، وکلام العلماء فی مذهب ابن عبد الوهّاب نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فصل الخِطاب من کتاب الله ، وحدیث الرسول ، وکلام العلماء فی مذهب ابن عبد الوهّاب - نسخه متنی

سلیمان بن عبدالوهاب النجدی الحنبلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ومنها : أنّ من الناس من يأمر بالنذر ، والقصد لهذه الأشياء التي ذكرها ، وسمّـاه ضالاًّ .

ولم يكفّره ـ كما قلتم ـ .

ومنها : أنّ هذه المواضع ، وهذه القبور ، وهذه الأفاعيل ملأت بلاد الإسلام قديماً .

ولم يقل لا هو ولا أحدٌ من أهل العلم : إنّها بلاد كفر .

ـ كما كفّرتم أهلها ، بل كفّرتم من لم يكفّرهم ـ .

ومنها : أنـّه ذكر طلب أهل القبور ، وأنـّه كثر وشاع ، وغاية ذلك أنّه حرّمه .

بل رفع الخطأ عن المجتهد في ذلك ، أو المقلّد ، أو الجاهل .

وأنتم تجعلونهم بهذه الأفاعيل أكفر ممّن كذّب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) من كفّار قريش!

ومنها : أنّ غاية أنْ يعلم المسلم ، أنّ هذا لم يشرّعه الله .

وأنتم تقولون : هذا يُعلم بالضرورة أنـّه كفرٌ ، حتّى اليهود والنصارى يعرفون ذلك ، ومن لم يكفّر فاعله فهو كافرٌ .

فيا عباد الله انتبهوا .

ومنها : أنـّه قال : إجابة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أو غيره لهؤلاء السائلين الملحّين ـ لو لم يُجابوا لاضطرب إيمانهم ـ .

جَعَلهم مؤمنين ، وجعل إجابة دعائهم رحمةً من الله تعالى لهم ، لئلاّ يضطرب إيمانهم .

وأنتم تقولون : مَن فعل فهو كافرٌ ، ومن لم يكفّره فهو كافر .

ومنها : أنّ هذه الأمور ـ وهي سؤال النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ حدثت في زمن الصحابة ، كالذي شكى للنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) القحط ، ورآه في النوم ، فأمره أن يأتي عمر .

ولا ذَكَر أنّ عمر أنكر ذلك .

وأنتم تجعلون مثل هذا كافراً .

ومنها : أنّ هذه الأمور حدثت من قبْلِ زمن الإمام أحمد ـ في زمان أئمّة الإسلام ـ وأنكرها من أنكرها منهم ، ولا زالت حتّى ملأت بلاد الإسلام كلّها ، وفُعلت هذه الأفاعيل كلّها التي تكفّرون بها ، ولم يُروَ عن أحد من أئـمّة المسلمين أنـّهم كفّروا بذلك .

ولا قالوا : هؤلاء مرتدّون ، ولا أمروا بجهادهم ، ولا سمّوا بلاد المسلمين بلاد شرك وحرب ـ .

ما قلتم أنتم ، بل كفّرتم من لم يكفّر بهذه الأفاعيل ، وإن لم يفعلها ـ .

أتظنّون: أنّ هذه الأمورمن الوسائط التي في العبارة ـ التي يكفّرفاعلها إجماعاً ـ؟!

وتمضي قرون الأئمّة من ثمانمائة عام ، ومع هذا لم يُروَ عن عالم من علماء المسلمين أنـّها كفرٌ ؟!!

بل ، ما يظنّ هذا عاقلٌ .

بل ـ والله ـ لازم قولكم أنّ جميع الأمّة بعد زمان الإمام أحمد رحمه الله تعالى ـ علماؤها ، وأمراؤها ، وعامّتها ـ كلّهم كفّار ، مرتدّون!!

فإنّا لله وإنّا إليه راجعون .

واغوثاه إلى الله ، ثم واغوثاه إلى الله ، ثم واغوثاه!!!

أم تقولون كما يقول بعض عامّتكم : إنّ الحجّة ما قامت إلاّ بكم .

وإلاّ ، قبلكم لم يعرف دين الإسلام ؟

يا عباد الله ، انتبهوا .

ولكن بكلام الشيخ هذا يُستدلّ عليكم ، على أنّ مفهومكم ـ أنّ هذه الأفاعيل من الشرك الأكبر ـ خطأ .

وأيضاً : وانّ مفهومكم أنّ هذه الأفاعيل داخلة في معنى عبارة «من جعل بينه وبين الله وسائط» إلى آخره .

نبّهنا الله وإيّاكم من الضلال .

فصل


[نجاة الأمّة حسب نصوص الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)]

وممّا يدلّ على بطلان قولكم هذا .

ما روى مسلم في صحيحه(103) عن ثوبان ، عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أنـّه قال : إنّ الله زوى لي الأرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإنّ أمتّي سيبلغ مُلكها ما زُوي لي منها ، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ، وإنّي سألت ربّي لأمّتي أن لا يُهلكها بسنة عامّة ، وأن لا يسلّط عليهم عدوّاً من سوى أنفسهم ، يستبيح بيضتهم ، وإنّ ربّي قال : يا محمّد ، إذا قضيت قضاءاً إنّه لا يردّ ، إنّي أعطيتُك لأمّتك أن لا أُهلكهم بسنة عامّة ، وأن لا أسلّط عليهم عدوّاً من سوى أنفسهم ، يستبيح بيضتهم ، ولو اجتمع عليهم من أقطارها ـ أو قال : من بين أقطارها ـ حتّى يكون بعضهم يُهلك بعضاً ، ويَسبي بعضُهم بعضاً ، إنتهى .

وجه الدليل من هذا الحديث : أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أخبر أنـّه لا يسلّط على هذه الأمّة عدوّاً من سوى أنفسهم ، بل يسلّط بعضهم على بعض .

ومعلومٌ عند الخاصّ والعامّ ـ ممّن له معرفة بالأخبار ـ أنّ هذه الأمور التي تكفّرون بها مَلأت بلاد المسلمين من أكثر من سبعمائة عام ـ كما تقدّم ـ ولو كانت هذه عبادة الأصنام الكبرى ، وأنـّها الوسائط ـ كما زعمتم ـ لكان أهلها ، كفّاراً ومن لم يكفّرهم فهو كافر ـ كما قلتم أنتم الآن ـ .

ومعلومٌ أنّ العلماء والأمراء لم يكفّروهم ، ولم يجروا عليهم أحكام الردّة ، مع أنّ هذه الأمور تُفعل في غالب بلاد الإسلام ، ظاهرة غير خفيّة .

بل ـ كما قال الشيخ ـ : صارت مأكلا لكثير من الناس ، وأيضاً يسافرون إليها من جميع الأمصار أعظم ممّـا يسافرون إلى الحجّ .

ومع هذا كلّه ، فأخبرونا برجل واحد من أهل العلم ، أو أهل السيف قال مقالتكم هذه!؟

بل ، أجروا عليهم أحكام أهل الإسلام .

فإذا كانوا كفّاراً ، عُبّاد أصنام بهذه الأفاعيل ، والعلماء والأمراء أجروا عليهم أحكام الإسلام فهم بهذا الصنيع ـ أي العلماء والأمراء ـ كفّار ـ لأنّ من لم يكفّر أهل الشرك الذين يجعلون مع الله الهاً آخر فهو كافر ـ فحينئذ ليسوا من هذه الأمّة ، بل كفّار سلّطهم الله على هذه الامّة ، فاستباحوا بيضتهم .

وهذا يردّ هذا الحديث ، وهو ظاهرٌ من الحديث لمن تدبّره .

والله الموفق لا ربّ غيره .

فإن قلت : روى هذا الحديث بعينه البرقاني(104) ، وزاد فيه : إنّما أخاف على أمّتي الأئمّة المضلّين ، وإذا وضع عليهم السيف لم يُرفع إلى يوم القيامة ، ولا تقوم الساعة حتّى يلحق حيٌّ من أمّتي بالمشركين ، وحتّى تعبد فئامٌ من أمّتي الأوثان ، وأنـّه يكون في أمّتي كذّابون ثلاثون ، كلّهم يزعم أنـّه نبيٌّ ، وأنا خاتم النبيّين لا نبيَّ بعدي ، ولا تزال طائفة من أمّتي على الحقّ منصورة ، لا يضرّهم من خذلهم حتّى يأتي أمر الله تعالى .

قلت : وهذا أيضاً حُجّة عليكم ، يُوافق الكلام الأوّل أنّ قوله(صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّما أخاف على أمّتي الأئمّة المضلّين .

فهذا يدلّ على أنـّه ما خاف عليهم الكفر والشرك الأكبر ، وإنّما يخاف عليهم الأئـمّة المضلّين ـ كما وقع ، وما هو الواقع ـ .

ولو كانوا يكفرون بعده لودّ أن يسلّط عليهم من يهلكهم .

وممّا خاف عليهم أيضاً : وضْع السيف ، وأخبر أنـّه إذا وضع لا يرفع ـ وكذلك وقع ـ .

وهذا من آيات نبوّته(صلى الله عليه وآله وسلم) ، فإنـّه وقع كما أخبر .

وقوله : لا تقوم الساعة حتّى يلحق حيٌّ من أمّتي بالمشركين ، وهذا أيضاً وقع .

وقوله : وحتّى تَعبد فئام من أمّتي الأوثان ، فهذا حقّ .

وقوله : لا تزال طائفةٌ من أمّتي على الحقّ منصورة . . . إلى آخره ، يدلّ على أنّ هذه الأمور التي ملأت بلاد الإسلام ليست بعبادة الأوثان .

فلو كانت هذه الأمور عبادة الأصنام لقاتلتهم الطائفة المنصورة ، ولم يعهد ولم يذكر أنّ أحداً من هذه الأمّة قاتل على ذلك ، وكفّر من فعله ، واستحلّ ماله ودمه ، قبلكم!

فإن وجدتم ذلك في قديم الدهر أو حديثه ، فبيّنوه ، وأنّى لكم بذلك!

وهذا الذي ذكرناه واضح من أوّل الحديث وآخره ، والحمد لله ربّ العالمين .

فصل

فصل


وممّا يدلّ على بطلان مذهبكم في تكفير من كفّرتموه :

ما روى البخاريّ(105) في صحيحه عن معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه ، قال : سمعت النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)يقول : مَن يرد الله به خيراً يفقّهه في الدين ، وإنّما أنا قاسمٌ

والله معطي ، ولا يزال أمر هذه الأمّة مستقيماً حتّى تقوم الساعة ، أو يأتي أمرالله تعالى ، إنتهى .

وجه الدليل منه : أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أخبر أنّ أمر هذه الأمّة لا يزال مستقيماً إلى آخر الدهر .

ومعلومٌ أنّ هذه الأمور التي تكفّرون بها مازالت ـ قديماً ـ ظاهرةً ، ملأت البلاد ـ كما تقدّم ـ .

فلو كانت هي الأصنام الكبرى ، ومن فعل شيئاً من تلك الأفاعيل عابداً للأوثان ، لم يكن أمر هذه الأمّة مستقيماً ، بل منعكساً ، بلدهم بلد كفر ، تُعبد فيها الأصنام ظاهراً ، وتجري على عَبَدة الأصنام فيها أحكام الإسلام .

فأين الاستقامة؟ وهذا واضح جليٌّ .

فإن قلت : ورد عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) في الأحاديث الصحيحة ما يعارض هذا .

وقوله(صلى الله عليه وآله وسلم)(106) : لتتّبعن سنن من كان من قبلكم ، وما في معناه .

وقوله(صلى الله عليه وآله وسلم)(107) : تفترق هذه الأمّة على ثلاث وسبعين ملّة ، كلّها في النار ، إلاّ ملّة واحدة .

قلت : هذا حقٌّ ، ولا تعارض ـ والحمد لله ـ وقد بيّن العلماء ذلك ووضّحوه .

وأنّ قوله تفترق هذه الأمّة ـ الحديث .

فهؤلاء أهل الأهواء ـ كما تقدم ذِكرهم ـ ولم يكونوا كافرين .

بل ، كلّهم مسلمون إلاّ من أسرّ تكذيب الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) فهو منافق ـ كما تقدّم في كلام الشيخ من حكاية مذهب أهل السُنّة في ذلك ـ .

وقوله(صلى الله عليه وآله وسلم) : كلّها في النار إلاّ واحدة .

فهو وعدٌ ، مثل وعيد أهل الكبائر ، مثل قاتل النفس ، وآكل مال اليتيم ، وآكل الربا وغير ذلك .

وأمّا الفرقة الناجية فهي السالمة من جميع البدع ، المتّبعة لهدْي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ كما بيّنه أهل العلم ـ وهذا إجماع من أهل العلم ـ كما تقدّم لك ـ .

وأمّا قوله(صلى الله عليه وآله وسلم) : لتتّبعن سنن من كان قبلكم ـ الحديث .

قال الشيخ(رحمه الله) : ليس هذا إخبارٌ عن جميع الأمّة ، فقد تواتر عنه(صلى الله عليه وآله وسلم) : أنـّه لا تزال من أمّته طائفة على الحقّ حتّى تقوم الساعة ، وأخبر أنـّه لا تجتمع على ضلالة ، وأنـّه لا يزال يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم بطاعته .

/ 28