فصل الخِطاب من کتاب الله ، وحدیث الرسول ، وکلام العلماء فی مذهب ابن عبد الوهّاب نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فصل الخِطاب من کتاب الله ، وحدیث الرسول ، وکلام العلماء فی مذهب ابن عبد الوهّاب - نسخه متنی

سلیمان بن عبدالوهاب النجدی الحنبلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وما فائدة قتال الدجّال آخر الزمان؟

وفي هذه الأزمان المتطاولة من قريب ستمائة سنة ، أو سبعمائة سنة ما يقاتلون أهل الأوثان والأصنام ـ على زعمكم! ـ .

والله ، كما قال تبارك وتعالى: {فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}(142).

وفي هذه الوجوه التي ذكرنا من السُنّة كفاية لمن قَصْدُه اتّباع الحقّ ، وسلوك الصراط المستقيم .

وأمّا من أعماه الهوى ورؤية النفس ، فهو كما قال جلّ وعلا: {ولو نزّلنا الملائكة وكلّمَهم الموتى وحشرنا عليهم كلّ شيء قُبُلا ما كانوا ليؤمنوا إلاّ أن يشاء الله}(143).

ونحن نَعرض على من خالف الشرع ، ونسأله بالله الذي لا إله إلاّ هو أن يعطونا من أنفسهم شرع الله الذي أنزل على رسوله .

وبيننا وبينهم من أرادوا من علماء الأمّة ، ولهم علينا عهد الله وميثاقه إن كان الحقّ معهم لنتّبعنّهم.

[الاستدلال بقتل مستحلّ الخمر بالتأويل]

ولكن من أعجب العُجاب استدلال بعضكم بقصّة قدامة بن مظعون ومَن معه ، حيث استحلّوا الخمر متأوّلين قوله: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جُناحٌ فيما طَعِموا}(144) . . . الآية ، وأنّ عمر مع جميع الصحابة أجمعوا أنّهم إن رجعوا وأقرّوا بالتحريم ، وإلاّ قُتلوا.

فأقول: تحريم الخمر معلومٌ بالضرورة من دين الإسلام ، من الكتاب والسُنّة وجميع علماء الأمّة ، ومع هذا أجمع المهاجرون والأنصار وكلّ مسلم ـ في زمنهم ـ على تحريمه .

والإمام ذلك الوقت لجميع الأمّة إمامٌ واحد ، والدين في نهاية الظهور.

وكلّ هذا ، والذين استحلوا الخمر لم يكفّرهم عمر ، ولا أحدٌ من الصحابة إلاّ إن عاندوا ـ بعد أن يدعوهم الإمام ، ويبيّن لهم بياناً واضحاً لا لبْس فيه ـ .

فإن عاندوا بعد إقامة الحجّة من الكتاب ، والسُنّة ، وإجماع الأمّة الإجماع القطعيّ ، والإمام العدل الذي أجمعت [على] إمامته جميع الأمّة .

فإن عاندوا بعد ذلك أقيم عليهم حدّ القتل.

ومع هذا كلّه ، تجعلون من خالفكم في مفاهيمكم الفاسدة ـ التي لا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتّبعكم عليها ، ويقلّدكم عليها ـ كافراً!

وتحتجّون بهذه القصّة؟! بل ـ والله ـ لو احتجّ بها محتجٌّ عليكم ، وجعل سبيلكم سبيل الذين استحلّوا الخمر لكان أقرب إلى الصواب من احتجاجكم بها على من خالفكم!؟

جعلتم أنفسكم كعمر في جمع المهاجرين والأنصار؟!

فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ، ما أطمَّها من بلّية.

[استدلال سخيف]

ومن العجائب أيضاً احتجاجكم بعبارة الشيخ التي في (الإقناع): أنّ من قال: إنّ عليّاً إله ، وإنّ جبريل غلط فهذا كافر ، ومن لم يكفّره فهو كافر.

فيا عجب العجب ، وهل يشكّ مسلم أنّ من قال مع الله إلهاً آخر ـ لا عليٌّ ولا غيره ـ إنّه مسلم؟

وهل يشكّ مسلم أنّ من قال: إنّ الروح الأمين صَرَف النبوّة عن أحَد إلى محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) أنّ هذا مسلم؟

ولكن ـ أنتم ـ تنقلون « أنّ من قال: عليٌّ إله » إلى « من سمّيتم أنتم أنّه إله » ، ومن فعل كذا وكذا فهو جاعله إلهاً .

فتلبسون على الجهّال ، فلِمَ لم يقل أهل العلم : إنّ من يسأل مخلوقاً شيئاً فقد جعله إلهاً .

أو من نذر له أو من فعل كذا وكذا [فقد جعله إلهاً]؟

ولكن هذه تسميتكم التي اخترعتموها من بين سائر أهل العلم ، وحملتم كلام الله تعالى ، ورسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) ، وكلام أهل العلم ـ رحمهم الله ـ على مفاهيمكم الفاسدة ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

فصل في

فصل


[حقيقة الشرك وأسبابه]

ولنذكر شيئاً ممّا ذكره بعض أهل العلم في صفة مذهب المشركين الذين كذّبوا الرُسُل صلوات الله وسلامه عليهم.

قال ابن القيّم: كان الناس على الهُدى ودين الحقّ ، فكان أوّل من كادهم الشيطان بعبادة الأصنام ، وإنكار البعث .

وكان أوّل من كادَهم من جهة العكوف على القبور وتصوير أهلها ، كما قصّه الله عنهم في كتابه بقوله: {لا تَذَرُنَّ آلهتكم ولا تذَرُنّ وَدّاً ولا سُوَاعاً ولا يَغُوثَ ويَعُوق ونَسْراً}(145).

قال ابن عبّاس: هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح ، فلمّا هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم ـ التي كانوا عليها يجلسون ـ أنصاباً ، وسمّوها بأسمائهم .

ففعلوا ، فلم تعبد حتّى [إذا ]هلك أولئك ، ونُسخ العلم عُبِدَت ، إنتهى.

فأرسل الله لهم نوحاً بعبادة الله وحده ، فكذّبوه .

واستخرج أصنام قوم نوح من شاطيء البحر ، ودعا العربَ إلى عبادتها ، ففعلوا.

ثم إنّ العرب ـ بعد ذلك بمدّة ـ عبدوا ما استحسنوا ، ونسوا ما كانوا عليه ، واستبدلوا بدين إبراهيم عبادة الأوثان ، وبقي فيهم من دين إبراهيم تعظيم البيت ، والحجّ ، وكانت نزار تقول في تلبيتها: لبيّك لا شريك لك ، إلاّ شريكاً هو لك ، تملكه وما ملك.

إلى أن قال: وكان لأهل كلّ واد صنم يعبدونه .

ثم بعث الله محمّداً(صلى الله عليه وآله وسلم)بالتوحيد ، قالت قريش: {أجَعَل الآلهة إلهاً واحداً إنّ هذا لشيءٌ عُجاب}(146).

وكان الرجل إذا سافر فنزل منزلا أخذ أربعة أحجار ، فنظر أحسنها فاتّخذه ربّاً ، وجعل الثلاثة أثافي لقِدْره ، فإذا ارتحل تركه ، فإذا نزل منزلا آخر فعل مثل ذلك.

وروى حنبل عن رجاء العطارديّ ، قال: كُنّا نعبد الحجر في الجاهليّة ، فإذا وجدنا حجراً هو أحسن منه نلقي ذلك ونأخذه ، فإذا لم نجد حجراً جمعنا حفنةً من تراب ، ثم جئنا بغنم فحلبناها عليه ، ثمّ طفنا به.

وعن أبي عثمان النهديّ ، قال: ، كُنّا في الجاهلية نعبد حجراً ، فسمعنا منادياً ينادي: يا أهل الرحال ; إنّ ربّكم هلك فالتمسوا ربّاً ، فخرجنا على كل صعب وذلول ، فبينما نحن كذلك نطلب إذا نحن بمناد ينادي: إنّا قد وجدنا ربّكم ـ أو شبهه ـ فإذا حَجَرٌ ، فنحرنا عليه الجُزُر.

ولمّا فتح رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) مكّة وجد حول البيت ثلاثمائة وستّين صنماً ، فجعل يطعن بقوسه في وجوهها وعيونها ، ويقول: {جاء الحقّ وزَهَق الباطل}(147) وهي تتساقط على وجوهها ، ثم أمر بها فأُخرجت من المسجد وحرّقت.

قال: تلاعُب الشيطان بالمشركين له أسبابٌ عديدة:

فطائفة دعاهم إلى عبادتها من جهة تعظيم الموتى الذين صوّروا تلك الأصنام على صورهم ـ كما تقدّم عن قوم نوح ـ .

وبعضهم اتّخذوها بزعمهم على صور الكواكب المؤثّرة في العالم عندهم ، وجعلوا لها بيوتاً وسَدَنَةً ، وحُجّاباً ، وحَجّاً ، وقُرباناً.

ومن عبادة الأصنام : عبادة الشمس ، زعموا أنّها مَلَكٌ من الملائكة ، لها نَفْس وعقل ، وهي أصل نور القمر والكواكب ، وتكون الموجودات السُفليّة كلّها عندهم منها ، وهي عندهم مَلَك الفَلَك ، فتستحقّ التعظيم والسجود.

ومن شريعتهم في عبادتها أنّهم اتخذوا لها صنماً ، وله بيتٌ خاصّ يأتون ذلك البيت ، ويصلّون فيه لها ثلاث مرّات في اليوم ، ويأتيه أصحاب العاهات فيصلّون له ، ويصومون له ، ويرعونه ، وهم إذا طلعت الشمس سجدوا كلّهم لها ، وإذا غربت ، وإذا توسّطت الفلك.

وطائفة أخرى اتّخذوا للقمر صنماً ، وزعموا أنّه يستحق التعظيم والعبادة ، وإليه تدبير هذا العالم السفليّ ، ويعبدونه ويصلّون له ويسجدون ، ويصومون له

أيّاماً معلومة من كلّ شهر ، ثمّ يأتون إليه بالطعام والشراب والفرح .

ومنهم من يعبد أصناماً اتُّخذوا على صور الكواكب ، وبَنَوا لها هياكل ومتعبّدات ، لكلّ كوكب منها هيكلٌ يخصّه ، وصنمٌ يخصّه ، وعبادةٌ تخصّه .

وكلّ هؤلاء مرجعهم إلى عبادة الأصنام ، لأنّهم لا تستمرّ لهم طريقة إلى شخص خاصّ على كلّ شكل ينظرون إليه ، ويعكفون عليه.

إلى أن قال: ومنهم من يعبد النار حتّى اتّخذوها إلهاً معبودة ، وبَنَوا لها بيوتاً كثيرةً ، وجعلوا لها الحُجّاب والخَزَنة حتّى لا يَدَعوها تخمد لحظةً .

ومن عبادتهم أنّهم يطوفون بها ، ومنهم من يلقي بنفسه فيها تقرّباً إليها ، ومنهم من يلقي ولده فيها متقرّباً إليها ، ومنهم عُبّاد زُهّاد عاكفين صائمين لها ، ولهم في عبادتها أوضاعٌ لا يخلّون بها.

ومن الناس طائفة تعبد الماء ، وتزعم أنّه أصل كلّ شيء ولهم في عبادته أمور ذَكَرَها ، منها تسبيحه ، وتحميده ، والسجود له.

ومن الناس طائفة عبدت الحيوان ، منهم مَن عَبَد البقر ، ومنهم من عَبَد الخيل ، ومنهم من عَبَد البشر ، ومنهم من عَبَد الشجر ، ومنهم من عَبَد الشيطان ، قال تعالى: {ألَمْ أَعْهَدْ إليكُم يا بَني آدمَ أنْ لا تَعْبُدوا الشيطانَ} . . . الآيتين(148).

قال: ومنهم مَن يُقرّ أنّ للعالَم صانعاً ، فاضلا ، حكيماً ، مقدَّساً عن العيوب والنقائص ، قالوا: ولا سبيل لنا إلى الوصول إليه إلاّ بالوسائط ، فالواجب علينا أن نتقرّب بهم إليه ، فهم أربابنا ، وآلهتنا ، وشفعاؤنا عند ربّ الأرباب ، وإله الآلهة ، فما نعبدهم إلاّ ليقرّبونا إلى الله زلفى ، فحينئذ نسأل حاجاتنا منهم ، ونعرض أحوالنا

عليهم ، ونَصْبوا في جميع أمورنا [إليهم[ ، فيشفعون إلى إلهنا وإلههم ، وذلك لا يحصل إلاّ باستمداد من جهة الروحانيّات ، وذلك بالتضرّع والابتهال من الصلوات لهم ، والزكاة ، وذبح القرابين ، والبخورات.

وهؤلاء كفروا بالأَصْلَيْن الذَين جاءت بهما جميع الرسل :

أحدهما: عبادة الله تصديقاً وإقراراً وانقياداً ، وهذا مذهب المشركين من سائر الأمم.

قال : والقرآن والكتب الإلهيّة مصرّحة ببطلان هذا الدين وكفر أهله.

قال: فإن الله سبحانه ينهى أن يُجعل غيرُه مثلا له ، ونِدّاً له وشِبْهاً ، فإنّ أهل الشرك شبّهوا ـ من يعظّمونه ويعبدونه ـ بالخالق ، وأعطوه خصائص الإلهيّة ، وصرّحوا أنّه إلهٌ ، وأنكروا جَعْل الآلهة إلهاً واحداً ، وقالوا: اصبروا على آلهتكم ، وصرّحوا بأنّه : إلهٌ معبود ، يُرجى ويُخاف ويعظّم ، ويُسجَد له ، وتُقرَّب له القرابين ، إلى غير ذلك من خصائص العبادة التي لا تنبغي إلاّ لله تعالى .

قال الله تعالى: {فلا تجعلوا لله أنداداً}(149) وقال: {ومن الناس مَن يتّخذُ من دون الله أنداداً}(150) . . . الآية.

فهؤلاء جعلوا المخلوقين مِثْلا للخالق.و (الندّ) الشبه ، يقال فلانٌ نِدّ فلان ، وندنده : أي مثله وشبهه.قال أبو زيد: الآلهة التي جعلوها معه .

وقال الزجّاج: أي لا تجعلوا لله أمثالا ونُظَراء .

ومنه قوله عزّ وجلّ: {الحمد لله الذي خلق السمواتِ والأرضَ وجَعَل الظلُماتِ والنور ثمّ الذين كفروا بربّهم يعدلون}(151) أي : يعدلون به غيره ، فيجعلون له من

خلقه عدْلا وشبهاً.

قال ابن عبّاس رضي الله عنهما: يريد يعدلوا بي مِن خلقي الأصنام والحجارة بعد أن أقرّوا بنعمتي وربوبيّتي.

قال الزجّاج: اعلم أنّه خالق ما ذكره في هذه الآية ، وأنّ خالقها لا شيء مثله ، واعلم أنّ الكفّار يجعلون له عدلا ، والعَدْل: التسوية ، يقال عَدَل الشيء بالشيء إذا ساواه .

قال تعالى: {هل تعلم له سَمِيّاً}(152).

قال ابن عبّاس رضي الله عنهما: شبهاً ومِثْلا هو ومن يساميه ، وذلك نفيٌ للمخلوق أن يكون مشابهاً للخالق ، ومماثلا له بحيث يستحقّ العبادة والتعظيم .

ومن هذا قوله: {ولم يكن له كفواً أحَدٌ}(153) .

وقوله: {ليس كمثلهِ شيءٌ}(154) . . . الآية .

إنّما قصد به نفي أن يكون له شريكٌ أو معبودٌ يستحقّ العبادة والتعظيم ، وهذا الشبيه ـ هو الذي أُبطل نفياً ونهياً ـ هو أصل شِرك العالم ، إنتهى كلام ابن القيّم ملخّصاً.

وإنّما نقلنا هذا لتعلموا صفة شرك المشركين .

ولتعلموا أنّ هذه الأمور التي تكفّرون بها ،وتخرجون المسلم بها من الإسلام ليست ـ كما زعمتم ـ أنّه الشرك الأكبر ـ شرك المشركين الذين كذّبوا جميع الرسل

في الأصلَيْن ـ .

وإنّما هذه الأفعال التي تكفّرون بها ـ من فروع الشرك الأصغر .

ومنهم مَن لم يسمّها شركاً ، وذكرها في المحرّمات .

ومنهم مَن عدّ بعضها في المكروهات ـ .

كما هو مذكورٌ في مواضعه من كتب أهل العلم ، مَن طَلَبه وجدَه ـ .

والله سبحانه يجنّبنا وجميع المسلمين جميع ما يغضبه ، آمين ، والحمد لله ربّ العالمين.

/ 28