فصل الخِطاب من کتاب الله ، وحدیث الرسول ، وکلام العلماء فی مذهب ابن عبد الوهّاب نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فصل الخِطاب من کتاب الله ، وحدیث الرسول ، وکلام العلماء فی مذهب ابن عبد الوهّاب - نسخه متنی

سلیمان بن عبدالوهاب النجدی الحنبلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قال الشيخ(33) أيضاً: مَن نذر إسراج بئر، أو مقبرة أو جبل، أو شجرة، أو نَذَر له ، أو لسكّانه لم يجُز ، ولا يجوز الوفاء به ، ويصرف في المصالح ما لم يعرف ربّه ، انتهى .

فلو كان الناذر كافراً لم يأمره بردّ نذره إليه ، بل أمر بقتله .

وقال الشيخ أيضاً : من نذر قنديل نقد للنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) صُرف لجيران النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)انتهى .

فانظر كلامه هذا وتأمّله ، هل كفّر فاعل هذا ؟ أو كفّر من لم يكفّره ؟ أو عدّ هذا في المكفّرات هو أو غيره من أهل العلم ؟ ـ كما قلتم أنتم وخرقتم الإجماع ـ ؟

وقد ذكر ابن مفلح في (الفروع) عن شيخه الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة : والنذر لغير الله ، كنذره لشيخ معيّن للاستغاثة ، وقضاء الحاجة منه ، كحلفه بغيره ، وقال غيره : هو نذر معصية ، إنتهى .

فانظر إلى هذا الشرط المذكور ـ أي نَذَر له لأجل الاستغاثة به ـ بل جَعَله الشيخ كالحلف بغير الله ، وغيره من أهل العلم جَعَله نذر معصية .

هل قالوا مثل ما قلتم : مَن فعل هذا فهو كافر ؟ ومن لم يكفّره فهو كافر؟

ـ عياذاً بك اللهمّ من قول الزور ـ .

كذلك ابن القيّم ذكر النذر لغير الله في فصل الشرك الأصغر من المدارج(34) .

واستدلّ له بالحديث الذي رواه أحمد(35) عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) النذر حِلْفة ، وذكر غيره من جميع ما تسمّونه شركاً ، وتكفّرون به ، فعل الشرك الاصغر .

[في الذبح لغير الله]

وأمّا الذبح لغير الله :

فقد ذكره في المحرّمات ، ولم يذكره في المكفّرات ، إلاّ إنْ ذبح للأصنام ، أو لما عُبد من دون الله ، كالشمس ، والكواكب .

وعدّه الشيخ تقيّ الدين في المحرّمات الملعون صاحبها ، كمن غيّر منار الأرض ، أو من ضارّ مسلماً ـ كما سيأتي في كلامه إن شاء الله تعالى ـ .

وكذلك أهل العلم ذكروا ذلك ممّا أُهِلّ به لغير الله ونهوا عن أكله ، ولم يكفّروا صاحبه .

وقال الشيخ تقّي الدين : كما يفعله الجاهلون بمكّة ـ شرّفها الله تعالى ـ وغيرها من بلاد المسلمين ، من الذبح للجنّ ، ولذلك نهى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) عن ذبائح الجنّ ، إنتهى .

ولم يقل الشيخ : مَن فعل هذا فهو كافرٌ ، بل من لم يكفّره فهو كافرٌ .

ـ كما قلتم أنتم ـ .

[في السؤال من غير الله]

وأمّا السؤال من غير الله ، فقد فصّله الشيخ تقيّ الدين(رحمه الله) : إن كان السائل يسأل من المسؤول مثلَ غفران الذنوب ، وإدخال الجنّة ، والنجاة من النار ، وإنزال المطر ، وإنبات الشجر ، وأمثال ذلك مما هو من خصائص الربوبيّة ، فهذا شركٌ وضلالٌ ، يُستتاب صاحبه ، فإن تاب وإلاّ قُتل .

ولكنّ الشخص المعيَّن الذي فعل ذلك لا يكفر ، حتّى تقوم عليه الحجّة التي يكفر تاركها ـ كما يأتي بيان كلامه في ذلك إن شاء الله تعالى ـ .

فإن قلت : ذكر عنه في (الإقناع) أنـّه قال : من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ، ويسألهم ، ويتوكل عليهم كفر إجماعاً .

قلت : هذا حقٌّ ، ولكنّ البلاء من عدم فهم كلام أهل العلم .

لو تأمّلتم العبارة تأمّلاً تامّاً لعرفتم أنكم تأوّلتم العبارة على غير تأويلها .

ولكنّ هذا من العجب .

تتركون كلامه الواضح .

وتذهبون إلى عبارة مجملة ، تستنبطون منها ضدّ كلام أهل العلم ، وتزعمون أنّ كلامكم ومفهومكم إجماعٌ!!!

هل سبقكم إلى مفهومكم من هذه العبارة أحدٌ؟

يا سبحان الله ، ما تخشون الله؟!

ولكن انظر إلى لفظ العبارة وهو قوله : «يدعوهم ، ويتوكّل عليهم ، ويسألهم» ، كيف جاء بواو العطف ، وقرن بين الدعاء والتوكل والسؤال ؟

فإنّ الدعاء ـ في لغة العرب ـ هو العبادة المطلقة ، والتوكلّ عمل القلب ، والسؤال هو الطلب الذي تسمّونه ـ الآن ـ الدعاء .

وهو في هذه العبارة لم يقل : أو سألهم ، بل جمع بين الدعاء والتوكّل والسؤال .

والآن أنتم تكفّرون بالسؤال وحده ، فأين أنتم ومفهومكم من هذه العبارة؟!

مع أنـّه(رحمه الله) بيّن هذه العبارة وأصلها في مواضع من كلامه ، وكذلك ابن القيّم بيّن أصلها .

قال الشيخ : من الصابئة المشركين مَن يظهر الإسلام ويعظّم الكواكب ، ويزعم أنـّه يخاطبها بحوائجه ، ويسجد لها ، وينحر ، ويدعو .

وقد صنّف بعض المنتسبين إلى الإسلام في مذهب المشركين من الصابئة والمشركين البراهمة كتاباً في عبادة الكواكب ، وهي من السحر الذي عليه الكنعانيّون ، الذين ملوكهم النماردة ، الذين بعث الله الخليل ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ بالحنيفيّة ـ ملّة إبراهيم ـ وإخلاص الدين لله إلى هؤلاء .

وقال ابن القيّم في مثل هؤلاء : يُقرّون للعالمَ صانعاً ، فاضلاً ، حكيماً ، مقدّساً عن العيوب والنقائص ، ولكن لا سبيل لنا إلى الوجهة إلى جلاله إلاّ بالوسائط ، فالواجب علينا أن نتقرّب بهم إليه ، فهم أربابنا ، وآلهتنا ، وشفعاؤنا عند ربّ الأرباب ، وإله الآلهة ، فما نعبدهم إلاّ ليقرّبونا إلى الله زلفى ، فحينئذ نسأل حاجاتنا منهم ، ونعرض أحوالنا عليهم ، ونَصْبو في جميع أمورنا إليهم ، فيشفعون إلى إلهنا وإليهم ، وذلك لا يحصل إلاّ من جهة الاستمداد بالروحانيّات ، وذلك بالتضرّع والابتهال من الصلوات ، والزكاة ، والذبائح والقرابين ، والبخورات!!!

وهؤلاء كفروا بالأصلين اللذَين جاءت بهما جميع الرسل .

أحدهما : عبادة الله وحده لا شريك له ، والكفر بما يُعْبَد من دونه من إله .

والثاني : الإيمان برسله ، وبما جاؤوا به من عند الله ، تصديقاً وإقراراً وانقياداً ، إنتهى كلام ابن القيّم .

فانظر إلى الوسائط المذكورة في العبارة ، كيف تحملونها على غير محملها؟ .

ولكن ليس هذا بأعجب من حملكم كلام الله ، وكلام رسوله ، وكلام أئمّة الإسلام على غير المحمل الصحيح ـ مع خرقكم الإجماع ـ !؟

وأعجب من هذا ، أنّكم تستدلّون بهذه العبارة على خلاف كلام من ذكرها ، ومن نقلها ، ترون بها صريح كلامهم في عين المسألة .

وهل عملكم هذا إلاّ اتّباع المتشابه ، وترك المحكم؟

أنقذنا الله وإيّاكم من متابعة الأهواء .

[التبرّك بالقبور]

وأمّا التبرّك والتمسّح بالقبور ، وأخذ التراب منها ، والطواف بها :

فقد ذكره أهل العلم ، فبعضهم عدّه في المكروهات ، وبعضهم عدّه في المحرّمات .

ولم ينطق واحدٌ منهم بأنّ فاعل ذلك مرتدٌّ ـ كما قلتم أنتم ، بل تكفّرون من لم يكفّر فاعل ذلك ـ .

فالمسألة مذكورة في كتاب الجنائز في فصل الدفن وزيارة الميّت ، فان أردت الوقوف على ماذكرت لك فطالع (الفروع) و(الإقناع) وغيرهما من كتب الفقه .

[القدح في المؤلّفين لكتب الفقه]

فإن قدحتم فيمن صنّف هذه الكتب ، فليس ذلك منكم بكثير ، ولكن ليكن معلوماً عندكم أنّ هؤلاء لم يحكوا مذهب أنفسهم ، وإنّما حكوا مذهب أحمد بن حنبل وأضرابه من أئمّة أهل الهدى ، الذين أجمعت الأمّة على هدايتهم ودرايتهم .

فإن أبيتم إلاّ العناد ، وادّعيتم المراتب العليّة ، والأخذ من الادّلة من غير تقليد أئمة الهدى ، فقد تقدّم أنّ هذا خرقٌ للإجماع .

فصل


[الجاهل معذور]

وعلى تقدير هذه الأمور التي تزعمون أنـّها كفرٌ ـ أعني النذر وما معه ـ فهنا أصلٌ آخر من أصول أهل السُنّة ، مجمعون عليه ـ كما ذكره الشيخ تقيّ الدين ، وابن القيّم عنهم ـ وهو :

أنّ الجاهل والمخطىء من هذه الأمّة ـ ولو عمل من الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركاً أو كافراً ـ أنـّه يعذر بالجهل والخطأ ، حتّى تتبيّن له الحجّة التي يكفر تاركها بياناً واضحاً ما يلتبس على مثله ، أو ينكر ما هو معلومٌ بالضرورة من دين الإسلام ، ممّا أجمعوا عليه إجماعاً جليّاً قطعيّاً يعرفه كلٌّ من المسلمين ، من غير نظر وتأمّل ـ كما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى ـ ولم يخالف في ذلك إلاّ أهل البدع .

فإن قلت : قال الله عزّوجلّ : { مَنْ كفر بالله مِنْ بعد إيمانه }(36) . . . الآية ، نزلت في المسلمين ، تكلّموا بالكفر مكرَهين عليه .

قلت : هذا حقٌّ ، وهي حجّةٌ عليكم لا لكم ، فإنّ الذي تكلّموا به هو سبّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ، والتبرّي من دينه ، وهذا كفرٌ إجماعاً ، يعرفه كلّ مسلم .

ومع هذا إنّ الله عزّوجلّ عذر من تكلّم بهذا الكفر مكرَهاً ، ولم يؤاخذه .

ولكنّ الله سبحانه وتعالى كفّر من شرح بهذا الكفر صدراً ، وهو مَن عرفه ورضيه واختاره على الإيمان ، غير جاهل به ، وهذا الكفر في الآية ممّا أجمع عليه المسلمون ، ونقلوه في كتبهم ، وكلّ من عدّ المكفّرات ذكره .

آلهةً أُخرى }(38) والذين يقولون : { اللّهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السماء }(39) والذين يقولون : { أجَعَل الآلهة إلهاً واحداً }(40) .

وقال فيهم : إنّهم كلابُ أهل النار(42) .

وقال : إنّهم يقتلون أهل الإسلام(43) .

وقال : شرّ قتلى تحت أديم السماء(44) .

وقال : يقرؤن القرآن ، يحسبونه لهم ، وهو عليهم .

إلى غير ذلك ممّا صحّ عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فيهم .

وهؤلاء خرجوا في زمن عليّ بن أبي طالب(رضي الله عنه) ، وكفّروا عليّاً وعثمان ومعاوية ، ومن معهم .

واستحلّوا دماء المسلمين وأموالهم .

وجعلوا بلاد المسلمين بلاد حرب ، وبلادهم هي بلاد الإيمان .

ويزعمون أنـّهم أهل القرآن ، ولا يقبلون من السُنّة إلاّ ما وافق مذهبهم .

ومن خالفهم وخرج عن ديارهم فهو كافر .

ويزعمون أنّ عليّاً والصحابة رضي الله عنهم أشركوا بالله ، ولم يعملوا بما في القرآن .

بل هم ـ على زعمهم ـ الذين عملوا به .

ويستدلّون لمذهبهم بمتشابه القرآن .

وينزّلون الآيات التي نزلت في المشركين المكذّبين في أهل الإسلام .

هذا ، وأكابر الصحابة عندهم ، ويدعونهم إلى الحقّ وإلى المناظرة .

وناظرهم ابن عبّاس رضي الله عنهما ، ورجع منهم إلى الحقّ أربعة آلاف(45) .

/ 28