المؤمنين وهي في هذا الخصوص لا يمكن أن تقول أكثر من الحقّ ولا يمكن أن تجامل، فهي تقول: يناجيه في الغداة والعشي. فالمتأمّل في المناجاة التي كانت بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) في العهد المكّي يدرك ذلك، حيث كان التصاق الإمام بالرسول التصاقاً دائماً.. رُبِّي في حجره ونزل الوحي وعلي يسمعه، وكان أوّل من آمن به وصلّى معه وكان يتلّقى الحقائق منذ أوّل يوم يتلقّاها من غير تشويش، ولذلك نقول أنّ محمّداً عبد الله ورسوله وأنّ علياً وليّ الله وحجته. ما معنى الحجّة هنا؟ إنّ الله لما اجتبى عليّاً على صغر سنه أقام به الحجّة على أنّ الإسلام هو دين الفطرة الذي يتقبّله الصغير قبل الكبير، لأنّ الله تعالى وصف دينه في أكثر من موضع بأنّه: (فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيهَا لاَ تَبدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أكثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمونَ)(1)، فلو كان الإيمان بالدين على مَن بلغ أشدّه كيف يكون دين الفطرة؟ إنَّ عليّاً أسلم وكان صغيراً، تفكّر قليلا ـ الحجة.. صاحب الفطرة السليمة ـ وقال أشهد أنّ لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله. 1 - الروم: 30.