وجوب المودة بما تنطوي عليه من تسليم لاختيار الله، لمّا بيّن لهم ذلك قال بعضهم: لعلّ هذا من عند رسول الله. وفي بعض الروايات: أنّ عمر عوتب في منعه رسول الله ـ لا أقول منعه رسول الله ولا يستطيع أن يمنع.. أستغفر الله ـ في اعتراضه على ما همّ به رسول الله أن يكتب كتاباً، والحديث وارد في البخاري عند أهل السنة ومتنه: " يوم الخميس وما يوم الخميس؟! اشتد برسول الله (صلى الله عليه وسلم)وجعه، فقال: إئتوني أكتب لكم كتاباً لن تظلوا بعده أبداً، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: ما شأنه أهجر؟ "(1)، البخاري لم يصرّح هنا! ولكن غيره يصرّح باسم الشقي، وقال عمر: " حسبنا كتاب الله "(2). ولما عوتب بُعيد ذلك قال: ما تظنون كان سيكتب رسول الله؟ كان سيكتب الأمر لعلي بن أبي طالب(3). قوله هذا إن لم يكن قد صحّ إسناداً فهو ممّا يفترض في سلوكه ـ يعني هو ليس محتاج لقول ـ الذي حاك في صدره هو أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) سيوصي كتابة لأمير المؤمنين (عليه السلام)، فإمّا أنّه ظنّ أنّ رسول الله يفتري على الله فيكون قد كفر، أو ظن أنّ هذا من أمر الله ولكنّه لا يريد أمر الله والحال واحد. 1 - البخاري: 5 / 137. 2 - صحيح مسلم: 5 / 76، سنن النسائي: 3 / 433، مسند أحمد: 1 / 325، فتح الباري: 1/186. 3 - أنظر: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 12/78 و79، المسترشد: 681.