وسحر القرآن وفي أنّه كتاب لا يمكن أن يقوله بشر، فما هو بسحر ولا بشعر ولا بكهانة! ويبدي كل منهم رأيه، ثم يقول أبو جهل ـ وأبو جهل من بني مخزوم ـ: " تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف، أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تجاثينا على الركب وكنّا كفرسي رهان، قالوا: منّا نبي يأتيه الوحي من السماء، فمتى ندرك هذه؟!"(1). إذن الحسد الذي أخرج إبليس من الجنّة.. الحسد الرهيب.. هذه الشجرة الملعونة، عندما يشير الحقّ إلى الشجرة الملعونة لأنّها شجرة إبليس.. نطق أبو جهل بما نطق به إبليس: (أنَا خَيرٌ مِنهُ خَلَقتَني مِنْ نَار وَخَلَقتَهُ مِنْ طِين)(2). بدأت قريش ترسم مسارها مع الدعوة الإسلامية على محورين: المحور الأول: إمّا أن تستطيع قتل رسول الله وإطفاء الشعلة في أولها. المحور الثاني: أو تحتال فتخترق الصف الإسلامي وتهدم الدعوة من داخلها، وهذا هو موقف قريش من أول يوم، وقد أخبر