والقاسطون، والله يقول لرسوله قولا لم يتحقق في عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، لكن لابد أن يتحقق، فتحقق على عهد الإمام الحسين صلوات الله عليه، فهم يقولون: إمّا أن نذهبن بك، يعني: إنّ قدرنا أن ننهي وجودك الدنيوي سننتقم منهم (فَإمَّا نَذهَبَنَّ بِكَ فَإنَّا مِنهُمْ مُنتَقِمونَ * أوْ نُرِيَنَّكَ الَّذي وَعَدْنَاهُمْ فَإنَّا عَلَيهِمْ مُقتَدِرونَ)(1). إعلم يا أخي، إنّ الآيتين، آية الإذهاب الذي يتبعه انتقام، وآية الاستبقاء الذي يتبعه انتصار، تحقّقت أولاهما في الإمام الحسين(عليه السلام): (فَإمَّا نَذهَبَنَّ بِكَ فَإنَّا مِنهُمْ مُنتَقِمونَ). عندما استشهد الإمام الحسين (عليه السلام) على يدي زبانية يزيد بن معاوية. معاوية بن أبي سفيان الذي ارتكب كل الجرائم التي يندى لها جبين أحقر إنسان، إرتكبها لكي تستديم الخلافة في صلبه، ولكي يجعل الخلافة سفيانية، ظنّاً منه أنّ هذا سيظل أبد الدهر. وما أن استشهد الإمام الحسين (عليه السلام)، وبعد ثلاث سنين هلك يزيد الملعون. ولمّا آل الأمر إلى معاوية الثاني. وتأمّل يا عبد الله، تأمّل في بيّنات آل محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)وحججهم ـ أيّ واحد يدّعي أنّ معاوية كان شبهة حقّ من هؤلاء