كلام المغيرة بن شعبة في مكة
وأنتقل بالقارئ إلى كلام المغيرة بن شعبة في مكة وكيفية تعريضه بالخليفة عمر! وأنّه أراد بقوله إيقافنا وإيقاف الآخرين على حقائق كثيرة في هذا السياق، وهي خافية لحد هذا اليوم على الكثير من الناس، وقبل أن نأتي بكلامه نذكر خبره حينما كان أميراً على الكوفة من قبل عمر بن الخطاب، كمقدمة لما نريد قوله:
فقد كان المغيرة يخرج كل يوم في نصف النهار من دار الإمارة إلى دار أم جميل، وكان أبو بكرة يلقاه فيقول: أين يذهب الأمير؟
فيقول: في حاجة.
فيقول: إنّ الأمير يزار ولا يزور.
وكان يذهب إلى امرأة يقال لها أم جميل بنت عمرو، وزوجها الحجاج بن عتيك بن الحارث الجشمي.
فبينما أبو بكرة في غرفة مع إخوته ـ وهم: نافع، وزياد، وشبل بن معبد، والجميع أولاد سمية فهم أخوة لأم ـ وكانت أم جميل المذكورة في غرفة أُخرى قبالة هذه الغرفة، فضربت الريح باب غرفة أم جميل ففتحته، ونظر القوم فإذا هم بالمغيرة مع المرأة على هيئة الجماع، فقال أبو بكرة: هذه بلية قد ابتليتم بها فانظروا، فنظروا حتّى أثبتوا.
فنزل أبو بكرة فجلس حتّى خرج عليه المغيرة من بيت المرأة فقال له: إنّه قد كان من أمرك ما قد علمت فاعتزلنا.