1 - ابو يوسف يعقوب بن ابراهيم الأنصارى نسباً و الكوفى منشأً.
كان دعوة العباسيين قائمة على أساس الانتماء الى النبى(ص) و انهم سلالة البيت النبوى الشريف فهم احق بالامر من اُميّة خصوم الاسلام و أعداء محمد و آله، و بالطبع انهم يقيمون على اطلال تلك الدولة المتهمه بمخالفة الدين دولة ذات صبغة دينية، يحاولون أن يُظهروا الإتصال الوثيق بين الدين و الدولة ليكوّنوا من احكام الشريعة الاسلامية دستوراً ئ نظاماً تسير الدولة عليه سيراً صوريا ظاهرياً فقرب العلماء واتصلوا بهم اتصالاً وثيقاً و آثروا نشر العلم و جعلو القضاء بيّد أهل الرأى من علماء العراق، حتّى ولى ابو يوسف القضاء و هو أقوى عوامل انتشار المذهب الحنفى لمكانة ابى يوسف و سلطته القضائية يومذاك فكانت للمذهب الحنفى خطوة واسعه فى قطع مسافة الشهر بما لم يسعد به غبره فأبو يوسف تلميذ ابى حنيفة و قد تربى فى نعمه، ولد عام 113 هج و نشأ فقيراً و اتصل بابى حنيفة بعد ان جلسه الى ابن ابى ليلى ثم انقطع لابى حنيفة و اتصل به اتصالاً وثيقاً، و قد قام ابو حنيفة بنفقته و نفقة عياله عشر سنين، و بعد وفاة ابى حنيفة و زفر ابن الهذيل استقل ابو يوسف برأسة أصحاب ابى حنيفة و ساعدته الظروف السياسية و اقبلت عليه الدنيا عندما وقع موقع القبول عند خلفاء بن العباس فولى القضاء لثلاثة منهم المهدى، الهادى و الرشيد و قد نال عند الرشيد حظّاً وافراً فقربه منه و مكّنه فنشر مذهب ابى حنيفة فى الأقطار على ايدى القضاة الذين كان يعينهم من أصحابه، فكان نفوذ المذهب يستمد من نفوذ سلطنته و لابى يوسف كتب كثيره دوّن فيها آرائه و آراء شيخه... و هو اوّل فقهاء أهل الرأى الذين دعموا آراهم بالحديث و بذلك جمع بين طريقة أهل الرأى و أهل الحديث.