أَهل الحديث وأَهل الرأى: - نشأة المذاهب و سیر نظورها و تکاملها نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نشأة المذاهب و سیر نظورها و تکاملها - نسخه متنی

ناصر الکرمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أَهل الحديث وأَهل الرأى:


كان الحديث فى العراق قليلاً و لكن انفتح فيه باب الرأى و القياس، و قد أخذه حماد عن ابراهيم التخعى المتوفى عام 95 هج و أخذه أبو حنيفة المتوفى 150 هج عن حماد و كان أهل الحديث يعيبون أهل الرأى بأنهم تيركون الأحاديث لأ و الدين لا يُقاس بالرأى، و اِنّما سموا أهل الرأى لأن عنايتهم بتحصيل وجهٍ من القياس و المعنى المستنبط من الأحكام و بناء الحوادث عليها، ربّنا يقدمون القياس الجلى على آحاد الأخبار و طريقتهم أن للشريعة مصالح مقصودة التحصيل من أجلها شرعت الأَحكام، فجعلوا هذه المصالح أصلاً من أصول الأدلة اذا لم يجدوا نصاً فى الكتاب و الح الصحيحة عندهم و قد كانت قليلة العدد لبُعد العراق عن موطن الحديث.


و أما أهل الحديث فلم يجعلوا للقياس و رأى فى استنباط الأحكام هذا المحل، و اتسعنت شقة الخلاف و احتدم النزاع و افترق أهل الفتا الى فرقتين.


و مكن هذا النزع بين المدرستين بعد ان كان علميّاً محضاً أصبح مزيجاً بالسياسة و التعصب و تعددت فيه عوامل التفرقة لتستند السلطة الى أقوى الفريقين بعد أن اتبع نطاق الخلاف و تعصب كل فريق الى بلده و تنابزوا و عَدِّ أهل كل بلدةٍ البلدة الاُخرى فعرّ أهل المدينة بسماع الغناء، و أهل مكة بالمتعة و أهل الكوفة بالنبيذ و استدت عصبية كل قومٍ لبلادهم و حملتهم على وضع الاخبار فى مدح قومه و بلد و ذم مقابله و عظم الانشقاق بين الطائفتين، و لا ريب ان الكوفة تضعف عن مقابلة الحجاز و لكن السياسة الزمينة و اصحاب القرار من الحكام أقتضت ان تكون الى جانب أهل الرأى لا حُبّاً لهم و لكن بُغضاً لأهل المدينة، و أصبح لكل جانبٍ أنصار و متعصبون فكان زعيم أهل الرأى هو أبو حنيفة و اصحابه و كثيرٌ من فقهاء العراق و كان مالك بن أنس و أنصاره من الحجاز و سفيان الثورى و أصحابه فى طليعة أهل الحديث


/ 42