تسيوخ مالك:
ازدهر عصر مالك برجال العلم و لمعت فيه اسماء رجال تحدّث الناس عنهم لشهرتهم العلمية و مكانتهم فى المجتمع الاسلامى و أصبحت المدينة يُؤمها طلاب العلم من مختلف الأقطار الاسلاميه و امتازت بالتمسك بالحديث و محاربة الرأى و القياس كما كانت صبغة الكوفة هى الميل إلى الرأى و القياس و عظم بين البلدين انشقاق أدّى الى خصومة و عداء خرج عن نطاق البحث العلمى...
و كانت المدينة تزدهر بمدرسة الامام الصادق(ع) و قدتها فقت الوفود اليها عندما وجد الناس فُرصة الاتصال بأهل البيت(ع) و كانت المدرسة الامام الصادق(ع) متمسكة بالحديث و لاتجعل للرأى و القياس دخلٌ فى الاحكام الشرعية...
و كان مالك بن أنس هو أحد المنتمين لمدرسة الامام الصادق(ع) مُدّة من الزمن و عنه أخذ الحديث، فالامام الصادق(ع) هو اكبر شيوخ ممالك بل هو فى طليعتهم.
و قد أخذ مالك أيضاً عن عدة شيوخ من علماء المدينة و غيرهم منهم: عامر بن عبداللَّه بن الزبير بن العوام، زيد بن أسلم، سعيد المقبرى، صالح بن كيسان، اسماعيل بن ابى حكيم، حميد بن قيس الملكى...
هذا و قد أختص مالك بالأخذ عن جماعةٍ و لازمهم ملازمة تامّة و كانت اكثر فائدته منهم و هم:
1 - ابن هرمز: عبدالرحمن بن هرمز الأعرج و كُنيته أبو داوود، كان قارئاً مُحدثاً توفى عام 117 هج
2 - نافع العدوى مولى عبداللَّه بن عمر، عنه أخذ قضايا ابن عمر و فقهه
3 - الزهرى: ابن شهاب، محمد بن مسلم بن عبداللَّه المتوفى عام 124 هج و هو احد تلامذة الامام زين العابدين(ع) و الامام الباقر(ع) و كانت له منزلة عند خلفاء بنى اُميّه و تولى القضاء يزيد بن عبدالملك، و هو أوّل من دوّن احاديث رسول اللَّه(ص) بأمر من عمر بن عبدالعزيز...
4 - أبو الزناد: عبداللَّه بن ذكوان مولى بنى أمية أبو الزناد المدنى المتوفى عام 120 هج
5 - ربعة الرأى:
ربيعة بن عبدالرحمن بن فروخ، يُنكى أباعثمان و هو من موالى آل المنكدر تُوفى بالأنبار عام 136 هج و دُفن بالمدينة المنورة، و قد أخذ مالك عنه و حضر عنده و هو صغير السن، و آراء ربيعة واضحةٌ فى فقه مالك.
قد بالغ كُتّاب سيرة مالك بكثرة تلاميذه و اضافوا أليهم من ليسوا منهم...