وجه تسمية أهل الحديث:
و أنّما سموا أصحاب الحديث لأن عنايتهم كانت بتحصيل الأحاديث و نقل الأخبار و بناء الأحكام على النصوص و لا يرجعون الى القياس... فاشافعى أخذ عن مالك. اصحابه و احمد المتوفى عام 241 هج أخذ عن الشافعى المتوفى عام 204 هج
يقول الشافعى: اذا ما وجدتم لى مذهباً و وجدتم خبراً على خلاف مذهبى فألموا ان مذهبى ذلك الخبر، و تبعه على ذلك اصحابه و هم: اسماعيل بن يحيى المزى ، و الربيع بن سُليمان الجيزى، و حرملة بن يحيى ، و أبو يعقوب البويطى، و ابن الصباح، و ابن عبدالحكم المصرى، و ابو ثور، و غيرهم.
و أما أصحاب الرأى فهم أبو حنيفة النعمان بن ثابت و اصحابه: محمد بن الحسن الشيبانى و أبو يوسف القاضى و زفر بن الهذيل و الحسن بن زياد اللؤلؤى و أبو مُطيع البلخى و بُشر المريسى؛ فهؤلاء عُرفوا بأهل الرأى و قالوا: أن الشريعة معقولة المعنى و لها اصول يُرجع اليها، و لا قتناعهم بمعقولة الشريعة و ابتنائها على اُصول محكمة قبهت من الكتاب و السّنة و كانوا لا يحجمون عن الفتوى برأيهم كما كان يفعل الفريق الأوّل الذين يقفون و لا يتعدون حدود النص،و كانوا يحبون معرفة العلل و الغايات التى من أجلها شُرّعت الأحكام، و رُبّما ردّوا بعض الأحاديث لمخالفتها لأصول الشريعة و لا سيّما إذا عارضها حديث آخر.
و بهذا افترقت الأمة الى فرقتين أهل حديثٍ و أهل رأى، أو أهل المدينة و أهل الكوفة، مع العلم بأن أهل العراق لا يُقاسون بأهل المدينة فى الحديث، فكان القياس عندهم اكثر و عليه يبنون غالب فتاواهم، و نشط سير الحركة العلمية نتيجة هذا التنافس فى ذلك العصر.