الأخ الكريم سيف العرب حفظه الله ورعاه
بعد التحية ومزيد من الاحترام والتقديرأقول: إن الموضوع ليس فيمن يبايعهالمسلمون خليفة، فالأمة الإسلامية ملأىبالرجال المخلصين الواعين ومنهم العلماءومنهم المجتهدون ولا شك أن أدنى واحد فيهممرتبة هو خير للأمة من حكامها الذين اتضحلها واقعهم السئ ولم تعد الأمة تعتبرهم أوتبكي عليهم. فالفرض هو إيجاد خليفة، ولايتصور أن يكون واحد من حكام المسلمينخليفة بل الخليفة هو الذي يجب على الأمة أنتأتي به وتبايعه لتسقط عنها الإثم،والأدلة على ذلك مستفيضة أذكر منها:1 - قال تعالى مخاطبا الرسول عليه السلام:(فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبعأهواءهم عما جاءك من الحق.
وقال: وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولاتتبع أهوائهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ماأنزل الله إليك.
وخطاب الرسول خطاب لأمته ما لم يرد دليلالتخصيص، وهنا لم يرد دليل تخصيص فيكونخطابا للمسلمين بإقامة الحكم. ولا يعنيإقامة الخليفة إلا إقامة الحكم والسلطان.
2 - روى مسلم عن طريق نافع قال: قال لي ابنعمر سمعت رسول الله عليه السلام يقول:
من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامةلا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة ماتميتة جاهلية.
فالنبي عليه السلام فرض على كل مسلم أنتكون في عنقه بيعة، ووصف من يموت وليس فيعنقه بيعة بأنه مات ميتة جاهلية. والبيعةلا تكون إلا للخليفة ليس غير.