وقد أوجب الرسول على كل مسلم أن تكون فيعنقه بيعة لخليفة، ولم يوجب أن يبايع كلمسلم الخليفة. فالواجب هو وجود بيعة في عنقكل مسلم، أي وجود خليفة يستحق في عنق كلمسلم بيعة بوجوده. فوجود الخليفة هو الذي يوجد في عنق كلمسلم بيعة سواء بايع بالفعل أم لم يبايع،ولهذا كان الحديث دليلا على وجوب نصبالخليفة وليس دليلا على وجوب أن يبايع كلفرد الخليفة. لأن الذي ذمه الرسول هو خلو عنق المسلم منبيعة حتى يموت، ولم يذم عدم البيعة. 3 - أجمع الصحابة رضوان الله عليهم علىلزوم إقامة خليفة لرسول الله عليه السلامبعد موته، وأجمعوا على إقامة خليفة لأبيبكر، ثم لعمر، ثم لعثمان بعد وفاة كل منهم. وقد ظهر تأكيد إجماع الصحابة على إقامةخليفة من تأخيرهم دفن رسول الله عليهالسلام عقب وفاته واشتغالهم بنصب خليفةله، مع أن دفن الميت عقب وفاته فرض، ويحرمعلى من يجب عليهم الاشتغال في تجهيزهودفنه الاشتغال في أي شئ غيره حتى يتمدفنه. فهذه الأدلة وغيرها مما تعرفه أخي الكريمتوجب على المسلمين أن يكون لهم خليفة، ولاأظن يا أخي الكريم أن الأمة خالية اليوم منرجل يصلح لمنصب الخلافة بل إن فيها من لوتسربلوا بالخلافة لفعلوا الأعاجيبولأصبحت دولة الخلافة بسياستهم الدولةالأولى في العالم وبخاصة أن الرسول قدبشرنا بها بعد انقطاع في حديث الإمام أحمدالصحيح. لذا فإن البحث يجب أن ينصب على كيفيةإيجاد الخليفة فإن سار المسلمون علىالطريقة الشرعية لإيجاد الخليفة فإنهميكونون قد وضعوا أيديهم على