بیشترلیست موضوعات آليات الخطاب النقدي العربي الحديث في مقاربة الشعر الجاهلي بحث في تجليات القراءات السياقية الإهداء المقدمة الفصل الأولالقراءة التاريخية 1 - القراءة التاريخية (مدخل نظري) 2 - جينالوجيا (جذور) الشعر الجاهلي 3 - مصادر الشعر الجاهلي 4 - التحليل الفيلولوجي للشعر الجاهلي الفصل الثانيالقراءة النفسية 1 - القراءة النفسية ( مدخل نظري) 2 - المقدمة الطللية 3 - المكان والزمان 4 - القـلـق الفصل الثالثالقراءة الأسطورية 1 - القراءة الأسطورية (مدخل نظري) 2 - ميثيودينية الشعر الجاهلي 3 - المكون الميثيوديني للصورة في الشعر الجاهلي أ - صورة المرأة ب - صورة الحيوان 1 - ثور الوحش 2 - النـاقـة ج - مظاهر الكون 1 - الشمس 2 - القمـر الخـاتـمة مكتبة البحث المصادر المراجع توضیحاتافزودن یادداشت جدید
لقد اعتمد "حسين توفيق العدل " على التقسيم التاريخي ، وهي قراءة لم تتعود عليها الدراسات النقدية العربية من قبل ، وبذلك أسس لقراءة جديدة فتحت الباب أمام الدراسات الأدبية، وتلاه نقاد آخرون تبنوا الطريقة المنهجية نفسها في الدراسات النقدية مع إضافات بسيطة ومنهم "الإسكندري" في كتابه الوسيط و"أحمد حسن الزيات " في مؤلفه تاريخ الأدب العربي و" حسن توفيق العدل " و"محمد حسن نائل المرصفي" وغيرهم من دارسي تاريخ الأدب العربي في بداية النهضة العربية الحديثة . ظهر جيلٌ ثان حمل لواء النقد التاريخي ، حاول تطوير آليات هذه القراءة وإعطائها المرونة الكافية للتعامل مع أمهات القضايا النقدية في تلك الحقبة التاريخية،ومن بينهم "جرجي زيدان" في مؤلفه "تاريخ آداب اللغة العربية" و" طه حسين" في مؤلفيه " في ذكرى أبي العلاء المعري" و" في الأدب الجاهلي " و" أحمد أمين" في سلسلته " فجر الإسلام ، ضحى الإسلام، ظهر الإسلام" ومصطفى صادق الرافعي في " تاريخ آداب العرب " وغيرهم من مؤرخي الأدب في العصر الحديث؛ حيث انكبت الدراسات على رسم المعالم التاريخية للمتون الأدبية حتى يتسنى دراستها دراسة منهجية. تعاملت القراءة التاريخية مع النص الأدبي على أنه وثيقة تاريخية، كان ينبغي بيان صدقها التاريخي أو كذبها، ولهذا لم تلتفت إلى القيم الفنية الجمالية،و لم تقف على الإضافات النوعية التي أسدتها الظواهر الأدبية لحركة الإبداع ، فلم تبحث في النص من حيث شكله الفني، ومعماريته الجمالية ، وتشكيله الإيقاعي، فاهتمت اهتماماً بالغاً بتاريخية الظواهر الإبداعية، ومرد ذلك إلى التأثير الكبير للتفكير الوضعي والنـزعة التجريبية في الدراسات الأدبية، التي تجلى تأثيرها في النقد العربي الحديث "بتين" و"سانت بيف" و"برونتير" ثم تلاه "غوستاف لانسون". لا يعني هذا أن النقاد التاريخيين العرب كانت لهم تصورات علمية لفلسفة التاريخ ، كما أنهم لم يرتبطوا بمفاهيم صارمة لتاريخ الأدب المرتكز على الأسس المعرفية للبحث العلمي الخالص ، لهذا ألفينا " طـه حسين " حريصاً على إبراز دور الذوق بوصفه عاملاً من العوامل التي يعتمد عليها المؤرخ للأدب في دراسة ظاهرة من الظواهر. حيث يقع تاريخ الأدب وسطاً بين موضوعية العلم وذاتية الأدب؛ (( لأن تاريخ الأدب لا يستطيع أن يعتمد على مناهج البحث العلمي الخالص وحده ، وإنما هو مضطر معها إلى الذوق ، هو مضطر معها إلى هذه الملكات الشخصية الفردية التي يجتهد العالم في أن يحلل منها ، فتاريخ الأدب إذن أدب في نفسه من جهة لأنه يتأثر بما يتأثر به مأثور الكلام من الذوق وهذه المؤثرات الفنية المختلفة .و تاريخ الأدب علم من جهة أخرى ، ولكنه لا يستطيــع أن يكون بحثاً" موضوعياً" " OBJECTIF " كما يقول أصحاب العلم ، وإنما هو بحث " ذاتي " " SUBJECTIF " من وجوه كثيرة. هو إذن شيء وسط بين العلم الخالص والأدب الخالص ، فيه موضوعية العلم، وفيه ذاتية الأدب ))(3).وهذا ما يدل على وعي القراءة التاريخية بقصور إجراءاتها في مقاربة النص الأدبي، وعلى الرغم من أن "طـه حسين" يؤكد دور الذوق ، إلا أننا لم نلمس عنايته بالقيم الفنية في جل دراساته للثرات الأدبي العربي. وإنما اهتم بالظواهر الإبداعية من حيث هي ظواهر تاريخية خالصة.