2 - المقدمة الطللية - آلیات الخطاب النقدی العربی الحدیث فی مقاربة الشعر الجاهلی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آلیات الخطاب النقدی العربی الحدیث فی مقاربة الشعر الجاهلی - نسخه متنی

محمد بلوحی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

2 - المقدمة الطللية

المقدمة الطللية في القصيدة الجاهلية من المظاهر الفنية التي اقتربت منها القراءة القديمة والحديثة محاولة ملامستها بمنحى نفسي وفق رؤى وأدوات ومقولات مستمدة من المعارف الخاصة بحقل علم النفس، وذلك بفعل تميز هذه المقدمة بخصوصية تشبَّث الشاعر الجاهليّ بها كمبدع، والإنسان الجاهلي كمتلق، فكانت بفعل الزخم الفكري والنفسي الذي تعبر عنه محط اهتمام القراءة، فالمقدمة الطللية في القصيدة الجاهلية لما تحمله من الدلالات ذات أبعاد نفسية تدخل داخل الإطار النفسي العام هي التي أهلتها لأن تحاول المقاربة النفسية أو ذات الطابع النفسي إلى مقاربتها، بغية تفكيك العلاقة الرابطة بينها وبين الإنسان الجاهلي لتبين عن مكنونات النفس الجاهلية في أبعادها المرتبطة بالمكان والمتمثل في بقايا الديار، والزمن المتمثل في الماضي بكلِّ ثقله، في أفراحه وأتراحه.

لقد كانت إشارة ابن قتيبة وهو يتحدث عن النسيب في القصيدة الجاهلية من بواكير القراءات التي حاولت أن تربط المقدمة الطللية في القصيدة الجاهلية بالجو النفسي العام سواء أكان للشاعر أم للمتلقي، بحيث اعتبر أن لجوء الشاعر الجاهلي للمقدمة الطللية في صدر قصائده لتكون عاملاً لذكر رحيل أهل الديار من مكان لآخر بحثاً عن المرعى، وأن الشاعر إنَّما عمد إلى النسيب كأسلوب للتعبير حيث كان يهدف إلى استمالة القلوب، وصرف الوجوه إليه، ليستدعي به إصغاء الأسماع إليه(8)، وهي قراءة ركز فيها ابن قتيبة على عاملين أساسيين عامل اجتماعي وعامل نفسي، فبتضافر هذين العاملين كانت المقدمة الطللية وكان التعلق بها سواء أكان ذلك عند الشاعر أم عند المتلقي الجاهليين، وبذلك حاول ابن قتيبة بفضل حسه المرهف ورؤيته النقدية الثاقبة أن يؤسس للقراءة النفسية لظاهرة الطلل في الشعر الجاهلي، على الرغم من أن المقاربة لم ترتكز على أسس معرفية ذات صلة بأسس معارف نفسية متبصرة، إلا أن الفضل يعود إليها في التنبيه على المنحى النفسي للظاهرة، وأن الوقوف عليها لمدارستها وفق رؤية نفسية متبصرة مبنية على معارف علم النفس ستفجر كوامن جمة، وتغوص من خلالها إلى أعماق النفس الجاهلية، فتكشف عن قدرة الشاعر الجاهلي على التعبير عن جوهر النفس الجاهلية من خلال اللحظة الطللية في بعدها الوجودي النفسي.

قراءة ابن قتيبة هي التي جعلت الكثير من القراءات الحديثة تتنبه إلى الجوانب النفسية في المقدمة الطللية، ولكن هذه الأخيرة ترى تقصيراً في قراءة ابن قتيبة من حيث الإحاطة الدقيقة بجوانب الظاهرة، مما جعل يوسف اليوسف يذهب إلى القول بأن تفسير ابن قتيبة ((يركز الطللية على ركيزتين إحداهما اجتماعية والأخرى نفسانية، ولكن هاتين الركيزتين لا تضرب جذورهما في أعماق تربة أو أرضية صلبة، أي أنهما يتضمنان تفسيراً ينظر إلى الطللية من السطح. إن رحيل أهل الدار لا يمكن أن يكون إلا ظاهرة لجوهر ينبغي الكشف عنه، كما أن ظاهرة الترحال البدوي لا يمكن أن تكون إلا سبباً مباشراً فحسب للطللية، أما الأسباب اللامباشرة، الأسباب الأعمق غورا والأشد فعلاً في نفسية الشاعر، فهي ما لا يكشف عنه رأي ابن قتيبة، الذي يبدو صحيحاً للوهلة الأولى، مع أنه في الحقيقة هش لا يصمد أمام النقد، نظراً لافتقاره إلى التعامل مع الأسباب الحقيقية للطللية ))(9)، باعتبارها لحظة تعبيرية لها خصوصيتها المتفردة في التراث الشعري العربي.

/ 139