1 - القراءة النفسية ( مدخل نظري) - آلیات الخطاب النقدی العربی الحدیث فی مقاربة الشعر الجاهلی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آلیات الخطاب النقدی العربی الحدیث فی مقاربة الشعر الجاهلی - نسخه متنی

محمد بلوحی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

1 - القراءة النفسية ( مدخل نظري)

يعد علم النفس من بين العلوم الإنسانية التي كان لها الأثر البالغ في دفع الحركة النقدية الحديثة، وإمدادها بأدوات إجرائية مكنتها من قراءة النص برؤية جديدة، محاولة بناء أسس حداثية لنقد يعتمد على معايير علمية في التعامل مع الظواهر الأدبية.

وقد عرف النقد القائم على التحليل النفسي منذ القدم ، حتى عد "أرسطو" أبا شرعياً لهذه القراءة ، إذ تتخلل تشريحاته النفسانية كل مؤلفاته ، وخاصة في البويطيقا ، وتنطوي على مبادئ اتخدت فيما بعد دعائم أولية للحقائق النفسية، وتجلت بشكل بارز في نظرية "المحاكاة" التي ربط فيها وظيفة الفن بالتطهير " الكتارسيس " في صورة نفسية "الشفقة والخوف". لكن آراء "أرسطو" لم تصبح اتجاهاً نقدياً إلا بعد ظهور نتائج الدراسات النفسية الحديثة التي ربطت بين اللغة واللاشعور، وكذلك بعد أن ألف فرويد كتابه "تفسير الأحلام" عام 1900، كما أفاض أتباع "يونغ" في الحديث عن الأسطورة والرمز.

كان لمدرسة التحليل النفسي الفرويدية الريادة في تحليل الآثار المُبدَعَة وصولاً إلى نفسية المبدع، ومن ثم اتخذت الأثر المُبدَع حقلاً من حقول التحليل النفسي؛ وذلك بوصفه رمزية انتجتها دواعي النشاط اللاشعوري، لجعلها مادة خامة ومرجعاً أساساً، لسَبْر الأغوار النفسية من أجل الوصول إلى نظريات علمية؛ وذلك لأنه من الأشياء الغريبة التي لا يمكن تعليلها أنَّ علم النفس والأدب يتناولان موضوعات واحدة، نعني الخيال، والأفكار، والمشاعر مجتمعة وهذا ما يؤكد العلاقة الحميمة بين الإبداع وعلم النفس.

انطلق "فرويد" من مسلمات المنهج النفسي في تفسير الإبداع الفني، معتمداً على عقدة "أوديب " ، التي يتطابق فيها تاريخياً الدين ، والأخلاق ، والروح الاجتماعية ، والفن . إذ يعد الخيال من مصادر الفن - في نظره -، فعن طريقه تُلبى الرغبات اللاشعوريـة. فالشاعر هو الشخص الذي يتمتع بخيال واسع ومتطور ومتميز، يستطيع أن يجسد رغباته اللاشعورية في قالب أسطوري، فتتحول الرغبات لديه إلى وسيلة للإرضاء الذاتي في مخيلته أو في مخيلة الآخرين ؛ (( لأنّ قوة المخيلـة الشعرية القادرة على السيطرة على الـجماهير وجذبها وراءها إلى العالم الخيالي والمتخيل ، تكتسب - كما يؤكد "فرويد" - أهمية كبيرة؛ لأنه يكمن في أساسها الشعور الشامل بالارتباط العاطفي بالأدب البدائي ))(1). لذلك يصعد الخيال والإبداع الأسطوري رغبات الإنسان اللاشعورية. فالفن شكل متميـِّز خاص في لغته ، يهادن بين مبدأين متعارضين "مبدأ الواقع" و"مبدأ اللذة" عن طريق إبعاد الدوافع غير المقبولة اجتماعياً من وعي الإنسان ، ويساعد الفن في إبعاد النَّزعات الواقعية من حياة الإنسان وفي المحافظة على التوازن النفسي. فالإبداع تطهير ذاتي وانحلال للرَّغبات اللاشعورية في النشاط الفني الإبداعي المقبول اجتماعياً.

/ 139