بیشترلیست موضوعات آليات الخطاب النقدي العربي الحديث في مقاربة الشعر الجاهلي بحث في تجليات القراءات السياقية الإهداء المقدمة الفصل الأولالقراءة التاريخية 1 - القراءة التاريخية (مدخل نظري) 2 - جينالوجيا (جذور) الشعر الجاهلي 3 - مصادر الشعر الجاهلي 4 - التحليل الفيلولوجي للشعر الجاهلي الفصل الثانيالقراءة النفسية 1 - القراءة النفسية ( مدخل نظري) 2 - المقدمة الطللية 3 - المكان والزمان 4 - القـلـق الفصل الثالثالقراءة الأسطورية 1 - القراءة الأسطورية (مدخل نظري) 2 - ميثيودينية الشعر الجاهلي 3 - المكون الميثيوديني للصورة في الشعر الجاهلي أ - صورة المرأة ب - صورة الحيوان 1 - ثور الوحش 2 - النـاقـة ج - مظاهر الكون 1 - الشمس 2 - القمـر الخـاتـمة مكتبة البحث المصادر المراجع توضیحاتافزودن یادداشت جدید
لم تتعامل القراءة النفسية للشعر الجاهلي تعاملاً "إكلينيكياً" يحمل روح المعيارية في الأحكام النقدية، اللهم إلا في طرح يوسف اليوسف للمقدمة الطللية، حيث جعلت هذه المقاربة من الشاعر الجاهلي فرداً عصابياً، وما يحيط به من ملابسات تاريخية وسياسية وحضارية عملاً فعالاً في تشكل تلك الرؤية، ومن ثم نظرت إلى أنَّ النص الإبداعي الجاهلي لا يعدو أن يكون نتيجة تلقائية لشخصيات الشعراء الجاهليين. وفات القراءة النفسية وبخاصة عند يوسف اليوسف في مقاربته للمعلقات أنَّ النص الإبداعي يتحرك حركة ذاتية خاصة به لا حركة تابعة لذاتية صاحبه ؛ وبذلك ندرك أنَّ اهتمام القراءة النفسية بشخصية الشاعر وسيرته في معظم الأحيان ، ما هو إلاَّ هروباً من النَّص ومشاقه، أو تسوية وهمية بين النَّص وصاحبه. إذ من الإسراف أن نظن أنَّ العمل الفني وثيقة تحتاج إلى تجارب "إكلينيكية" لتبرير أطروحات مسبقة. وجدت القراءة الأسطورية آلياتها في جوهر النظريات الأنثروبولوجية، وبخاصة فيما طرحه يونغ في الأنماط البدئية والنماذج العليا، وفرايزر في علاقة السحر بالدين، ونورثروب فراي في نظرية الرمز، وأرنست كاسيرر في الأسطورة واللغة. فراحت تستلهم جوهر هذه الأطروحات لتجد فيها المدعم الرئيس للقول بميثيودينية الشعر الجاهلي، بل اشتطت في هذا الطرح حتى سقطت في الإيغال والتطرف، حيث قاربت كل ما في الشعر الجاهلي على أساس ميثيوديني، حتى أصبحت مقارباتها قريبة من الدراسات الأنثروبولوجية منها إلى المقاربات النقدية، ومن ثم طغت الآلية التي يفترض أن تكون عاملاً مساعداً على فهم النص على النص الشعري، وبذلك أصبح تأكيد الطرح هو المبتغى لا قراءة النص. كما وقعت القراءة الأسطورية للشعر الجاهلي في التشابه في الطرح والنتائج عند جلّ القراءات، لذلك لا يحس القارئ وهو يتتبع هذه القراءات أن هناك إضافة نوعية تضيفها كل قراءة إلى القراءة التي سبقتها، بل يلاحظ شبه تكرار للأطروحات والرؤى والمنهج، وذلك راجع إلى طبيعة الآليات الأنثروبولوجية التي اعتمدت عليها القراءة وبخاصة نظرية يونغ في "الأنماط البدئية والنماذج العليا"، والنصوص التي طبقت عليها، والمادة الأنثروبولوجية العربية التي ركزت عليها؛ وإن كان هناك بعض التفاوت فإنه يرجع إلى استحضار النصوص وقراءة النقوش من جهة، وإلى التفاوت في الاجتهاد وقراءة النصوص والآثار واستنباط النتائج منها من جهة أخر. فالنص الشعري الجاهلي ثابت والقراءات متعددة، ولا يمكن لأي قراءة مهما كانت قدرتها ومعطياتها أن تدعي الإحاطة المطلقة بالنص مهما كانت طبيعته وجنسه الأدبي ، وهذا ما تنتهي إليه النظريات الحديثة في نظرية القراءة. فالمناهج النقدية على اختلاف توجهاتها ومدارسها ومعجمها النقدي لها حظ وافر في الاقتراب من الفضاء المتميز للنص الشعري الجاهلي. وإذا كانت لا تستطيع أي قراءة ادعاء الشمولية فإنّ لها نصيباً قليلاً أو كثيراً في إنارة جانب من جوانب النص الشعري الذي عرف به شعراء الجاهلية.