آلیات الخطاب النقدی العربی الحدیث فی مقاربة الشعر الجاهلی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آلیات الخطاب النقدی العربی الحدیث فی مقاربة الشعر الجاهلی - نسخه متنی

محمد بلوحی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لم يكن أمر الوضع والنحل في التراث العربي القديم ليخفى على الرواة العلماء خاصة ما تعلق بأخبار الجاهلية وأشعارها مع القرن الأول الهجري، إذ نجد جملة من الرواة والنقاد القدامى قد تفطنوا إلى خطر هذه الظاهرة، فنبهوا إلـيها، ومنهم "ابن سلام الجمحي" في الطبقات الذي يقول:و كان أول من جمع أشعار العرب وساق أحاديثها "حماد الراوية" وكان غير موثوق به كان ينحل شعر الرجل غيره ويزيد في الأشعار. إنها إشارة صريحة من "ابن سلام" إلى أن إشكالية النحل والانتحال موجودة في التراث العربي القديم سواء ما تعلق بروايته أم بنصوصه، وهو ما فتح المجال أمام الكثير من النقاد القدامى إلى الاهتمام بهذه الظاهرة؛ فالجاحظ يشير إلى الموضوع والمنحول على ثلاث طرائق، فهو حيناً ينسب الشعر إلى شاعر بعينه ثم يعقب عليه بما يفيد شكه فيه، وهو حينا ثانياً يقطع قطعاً جازما بأن هذا الشعر أو ذاك منحول موضوع مصنوع وكل ذلك من غير دليل أو حجة وإنّما يرسل القول إرسالاً، وهو حيناً ثالثاً يقطع بأنّ الشعر منحول ثم يُورد من الحجج ما يراه كفيلا بدعم رأيه، وبذلك يُدرك أنّ "الجاحظ" بوصفه عَلَماً من أعلام النقد القديم لم يُهمل هذه الظاهرة بل نبه هو كذلك إليها وبين طرقها وأساليب تسربها إلى التراث القديم. أمّا "ابن قتيبة" فقد أشار إلى النحل والوضع في موطنين من كتابه " الشعر والشعراء " إذ أورد في الموطن الأول قول الأعشى:




  • إِنَّ محَلاًّ وإِنَّ مُرْتحلاً
    إِسْتَأْثَرَ الله بِالوَفَاءِ وبِالحَمدِ
    وَوَلَّى المَلاَمَةَ الرَّجُلاَ.



  • وإِنَّ فِي السَّفَرِ مَا مَضَى مَهَلا
    وَوَلَّى المَلاَمَةَ الرَّجُلاَ.
    وَوَلَّى المَلاَمَةَ الرَّجُلاَ.



ثم عقَّب عليها بقوله : "و هذا الشعر منحول، ولا أعلم فيه شيئاً يُستحسن" (37)، وهو نص يثبت أن ابن قتيبة - هو كذلك - يقرّ بوجود ظاهرة النحل والانتحال في الشعر الجاهلي دون التفصيل في مسائلها.

أما إذا خصصنا الحديث عن ظاهرة النحل والانتحال في الشعر الجاهلي، والشك في رواياته ورُواته فإننا نجدها مسألة أفاض فيها الكثير من العلماء والنقاد القدماء منذ القرن الثاني للهجرة، وتجلت بوضوح في القرنين الثالث والرابع الهجريين، معتبرينها قضية جزئية لا تهم الفكر والتراث العربي ولا تضره في شيء، ويكفي أي باحث أن يتصفح - على سبيل المثال لا الحصر- كتاب "طبقات الشعراء " لابن سلام الجمحي ليجد فيه إقراراً بظاهرة النحل والانتحال التي قد لحقت الشعر الجاهلي في الكثير من مواطن روايته. ففي ((الشعر مصنوع مفتعل، وموضوع كثير لا خير فيه ))(38)، وفي ذلك إقرار بوجود الوضع والانتحال في تاريخ الشعر العربي القديم.

/ 139