آلیات الخطاب النقدی العربی الحدیث فی مقاربة الشعر الجاهلی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آلیات الخطاب النقدی العربی الحدیث فی مقاربة الشعر الجاهلی - نسخه متنی

محمد بلوحی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تشابكت عوامل عديدة - منها ما هو ديني ومنها ما هو سياسي ومنها ما هو عصبي ومنها ما هو ذاتي - في التأسيس لظاهرة النحل والانتحال، وبذلك كان ابن سلام والنقاد القدامى الآخرون من السباقين إلى التنبيه إلى ضرورة إرساء قواعد لقراءة تتعامل مع الشعر الجاهلي تعاملاً يحكمه منهج علمي متميز ومحكم توصلوا بواسطته إلى ضبط الكثير من القضايا الشائكة في رواية الشعر الجاهلي والتدوين لـه، فقد سبقوا المستشرقين في إثارة هذه المسألة ومقاربتها مقاربة علمية بعيدة عن النزعة الذاتية لتحقيق القدر الكافي من العلمية في التعامل مع مثل هذه الظواهر، فقلبوها من جوانب عدة.

ألمح ابن سلام إلى ظاهرة النحل والوضع في الشعر الجاهلي لما كان يُعتمد في روايته على الشفهية، مما جعل بعض الدارسين يثيرون إشكالية الشك في الكثير من أخبار الجاهليين وقصصهم وأشعارهم، ففتحت المجال أمام الكثير من القراءات الحديثة للشك في جزء هام من هذا التراث العربي والقول بأنه موضوع مصنوع مفتعل.

لم يتوقف الشك عند القدامى فقط، بل تعداه إلى نقاد العصر الحديث فوقفوا موقف الريبة والشك في كثير من أخبار القدامى. وما يهمنا في هذا المقام هو نظرة القراءة التاريخية الحديثة إلى الشعر الجاهلي، وما تشكل حول أحداث هذا الشعر وأخباره وبنائه الفني في فترة الرواية الشفهية، مما جعل عامل النحل والوضع يتسرب إلى كثير من جوانبه، فدفع ببعض الدارسين إلى الشك في الوجود التاريخي للشعر وخاصة الوجود التاريخي لشعرائه وقصصهم ونصوصهم وصحة نسبها، وهذا ما سنقف عنده بالتفصيل.

أعاد المستشرقون قضية تحقيق نصوص الشعر الجاهلي إلى الواجهة، بإثارة جملة من الأسئلة حول هذا التراث، وخاضوا في قضاياه من خلال عدة مقالات وفي ثنايا بعض المؤلفات، ومن هذه المقالات نذكر ما خصص بكامله لهذه المسألة.

يعد مرجليوث من أبرز المستشرقين الذين أثاروا قضية توثيق الشعر الجاهلي والقول بالوضع في كثير من نصوصه وأخباره في القراءة الحديثة من خلال مقاله الذي نشر في مجلة الجمعية الملكية الأسيوية سنة 1925، فنفى فيه كون الرواية الشفهية هي التي نقلت إلينا الشعر الجاهلي، وأنها هي التي احتفظت به حتى انتهى إلينا، وأنها نمط من الرواية غير موثوق بها نظراً لطول الزمن واختلاف الرجال النقلة، ولذلك صار (( أول سؤال ينبغي أن نسأله هو: لو افترضنا أن هذا الأدب صحيح، فكيف حفظ؟ لا بد أنه حُفظ إما شفاها، أو كتابة. والفرض الأول يبدو أنه كان الرأي الذي أخذ به الرواة العرب، وإن لم يكن الرأي الذي أجمع عليه الكل... ثم إن البدو كان ينظر إليهم على أنهم غير جديرين بالثقة وأنهم متهورون في أقوالهم عن الأشعار؛ ومن هنا فإن نُقولهم الشفوية لا تلقى إلا القليل من التصديق بها))(40)، مع العلم أن الرواية المتواترة لهذا الشعر لم تنقطع حتى وصل إلى عهد التدوين في العصر العباسي بل بقيت حية مستمرة. وهذا ما يؤكده المستشرق "لابل" في مقدمته لديوان عبيد بن الأبرص.

/ 139