بیشترلیست موضوعات آليات الخطاب النقدي العربي الحديث في مقاربة الشعر الجاهلي بحث في تجليات القراءات السياقية الإهداء المقدمة الفصل الأولالقراءة التاريخية 1 - القراءة التاريخية (مدخل نظري) 2 - جينالوجيا (جذور) الشعر الجاهلي 3 - مصادر الشعر الجاهلي 4 - التحليل الفيلولوجي للشعر الجاهلي الفصل الثانيالقراءة النفسية 1 - القراءة النفسية ( مدخل نظري) 2 - المقدمة الطللية 3 - المكان والزمان 4 - القـلـق الفصل الثالثالقراءة الأسطورية 1 - القراءة الأسطورية (مدخل نظري) 2 - ميثيودينية الشعر الجاهلي 3 - المكون الميثيوديني للصورة في الشعر الجاهلي أ - صورة المرأة ب - صورة الحيوان 1 - ثور الوحش 2 - النـاقـة ج - مظاهر الكون 1 - الشمس 2 - القمـر الخـاتـمة مكتبة البحث المصادر المراجع توضیحاتافزودن یادداشت جدید
اتخذ مرجليوث من حماد وخلف الأحمر دليلاً للقول بفساد رواية الشعر الجاهلي، إذ الجماعون الأوائل للشعر كانوا - مثل حمّاد - في الغالب أشخاصاً ذوي وازع ضعيف في انتحال الشعر، وبعد حماد بوقت قصير كان خلف الأحمر، المتوفى سنة 180 هـ، وعنه أخذ أبرز الرواة، وكان هو الآخر سيء السمعة؛ وقد أورد ابن خلكان، عن أبي زيد، أنه كان أذاع في الكوفة قصائد منحولة بوصفها قصائد قديمة، وحين أصابته علة اعترف بجريمته لأهل الكوفة، ولكن وجود مثل هؤلاء الرواة المشكوك في ثقتهم لم يمنع من وجود رواة آخرين عرفوا بالثقة والورع في الرواية مثل أبي عمرو الشيباني والأصمعي وأبي عبيدة، فجعل حماداً وخلف الأحمر الأصل في رواية الشعر الجاهلي، وعليه فالشك فيه جملة وتفصيلاً أمر فيه من المغالاة التي لا سند علمياً وعقلياً لها، مع أننا لا ننفي وجود المنحول في الشعر الجاهلي، ولكن لا يمكن أن يجعل منه الغالب الطاغي الذي يجعلنا نشك في الشعر الجاهلي جملة وتفصيلاً. ذهب مرجليوث إلى أن هذا الشعر لا يعبر عن الحياة الدينية الجاهلية، إذ ((لو وجهنا انتباهنا إلى البنية الباطنية، وجدنا في هذه القصائد ملامح تثير الدهشة على الأقل. إن شعراء غالبية الأمم لا يشكون أبداً في ديانتهم، والعرب المسجّلون على النقوش كلهم صرحاء وفي هذا الموضوع؛ فمعظم النقوش تذْكر واحداً أو أكثر من الآلهة ومن الأمور المتعلقة بعبادتهم.... وربما تخيل المرء أن المواد المتعلقة بهذه الموضوعات كانت ضئيلة جداً، إذ الإشارات إلى الديانة في القصائد الموجودة نادرة، فأحد الشعراء يذكر أن ديانية تتفق مع ديانة قوم آخرين؛ لكنه لا يخبرنا أي ديانة كانت ديانته، وجو الشرك الذي نجده في النقوش غير موجود في هذه القصائد ))41، وبذلك يطرح مرجليوث شكه في الشعر الجاهلي من خلال أن هذا الشعر لا يعبر بصدق عن الحياة الدينية للمجتمع الجاهلي وهو الطرح نفسه الذي تبّناه طه حسين من بعده. الشعر الجاهلي عند مرجليوث لا يمثل لهجات القبائل المتعددة في الجاهلية في بلاد العرب، كما لا يمثل الاختلاف المعلوم بين اللغة العدنانية في الشمال واللغة الحميرية في الجنوب، وإنما يمثل لغة واحدة هي لغة قريش، فكل هذه القصائد نظمت بلغة القرآن، وإن عثرنا هاهنا وهناك على كلمة أو شكل يقال أنه ينتسب إلى قبيلة بعينها أو منطقة من المناطق. فإن افترضنا أن فَرْض الإسلام على قبائل شبه الجزيرة العربية قد وحدّ لغتهم، لأنه زودهم بنموذج لسلامة اللغة لا نزاع فيه وهو القرآن... لكن من الصعب أن تتصور وجود لغة مشتركة قبل مجيء الإسلام بهذا العامل الموحِّد، لغة تختلف عن لغات النقوش وانتشرت في كل أرجاء شبه الجزيرة العربية. فلا بد أنه كانت من القبائل المختلفة، أو على الأقل مجموعات القبائل، اختلافات واضحة في النحو والألفاظ. والمجموعة التي جمعها الأب شيخو تبدأ بشعراء جنوبي الجزيرة العربية، ولغتها هي لغة القرآن، وفي داخل جنوبي الجزيرة العربية نفسها جاءت النقوش بلهجات عديدة، وبعضها قريب العهد بزمان النبي، وهي لا تفهم إلا بصعوبة، لأن العون الذي تقدمه العربية الكلاسيكية ضئيل بالنسبة إليها. ومع ذلك فإن الرواة المسلمين حين يروون أشعاراً لأحد ملوك حضرموت وهو الذي نظمها بنفسه، فيما يقولون، بحروف حميرية، فإنها مع ذلك بلغة القرآن، ومن المفروض أن شعبه يفهمها، وفيها من التعارض بين لغة النقوش وهي التي تحمل الصيغة العلمية الموثقة وبين لغة الشعر ذات الطابع الشفوي المروي.