آلیات الخطاب النقدی العربی الحدیث فی مقاربة الشعر الجاهلی نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
تناولنا في الفصل الثاني القراءة النفسية للشعر الجاهلي بالمدارسة والفحص، حيث وقفنا على أطرها المرجعية ومقولاتها الكبرى، حتى يتضح لنا مدى استثمار القراءة العربية الحديثة الأطروحات والمنطلقات المعرفية لهذا التوجه، ودرجة الاستيعاب والتمثل وهي تقارب الشعر الجاهلي من خلال قراءتها للمقدمة الطللية في بعدها النفسي، والمكان والزمان، والقلق، كعوامل رئيسة في تشكيل الإطار النفسي للنص الشعري الجاهلي. خصصنا الفصل الثالث للقراءة الأسطورية للشعر الجاهلي، فمهدنا بتوطئة ركزنا فيها على الأصول المعرفية لهذه القراءة والأدوات الإجرائية التي كانت توظفها لمقاربة النصوص الإبداعية، وكيف استطاعت القراءة العربية الحديثـة أن تستوعب هذه الأصول المعرفية والأدوات الإجرائية لمقاربة النص الشعري الجاهلي، من خلال مدارستها لميثيوديتية الشعر الجاهلي، وبخاصة في بحثها للمكون الميثيوديني للصورة في النص الشعري الجاهلي عبر قراءة لصورة المرأة والحيوان والأجرام السماوية، مؤكدة على أن النص الشعري الجاهلي -والصورة فيه على وجه الخصوص- ذات طبيعة ميثيودينة، لذا لا يمكن أن نقارب الشعر الجاهلي إلا إذا كشفنا عن أصوله الميثيودينية. ربما يلاحظ القارئ الكريم أننا لم نعقد فصلاً للقراءة الاجتماعية للشعر الجاهلي باعتبارها إحدى أبرز القراءات السياقية، والعلة في ذلك أننا لم نقف - حسب إطلاعنا - على قراءات جعلت من الأطروحات الاجتماعية أدوات إجراءات لمقاربة الشعر الجاهلي، وما كان منها وجدناه مبثوثاً ضمن الأطروحات النفسية والأسطورية. وضمن بحثنا هذا حاولنا اسختلاص جملة من النتائج التي توصنا إليها، وأبرزنا الإضافات النوعية التي أغنت بها القراءة العربية الحديثة -ذات البعد السياقي- الفكر النقدي الحديث في الثقافة العربية، ومهدت الطريق إلى بروز إشكاليات جديدة، حاولت القراءة النسقية مقاربتها، وهذا ما نعتزم البحث فيه في بحث لاحق شرعنا في وضع تصور أوليٍّ لـه، حتى يكون حلقة مكملة لهذه الحلقة، يضيف إسهاماً جديداً في حقل المعرفة النقدية، وبخاصة حقل[نقد النقد]. والله ولي التوفيق د. محمد بلوحي