بیشترلیست موضوعات آليات الخطاب النقدي العربي الحديث في مقاربة الشعر الجاهلي بحث في تجليات القراءات السياقية الإهداء المقدمة الفصل الأولالقراءة التاريخية 1 - القراءة التاريخية (مدخل نظري) 2 - جينالوجيا (جذور) الشعر الجاهلي 3 - مصادر الشعر الجاهلي 4 - التحليل الفيلولوجي للشعر الجاهلي الفصل الثانيالقراءة النفسية 1 - القراءة النفسية ( مدخل نظري) 2 - المقدمة الطللية 3 - المكان والزمان 4 - القـلـق الفصل الثالثالقراءة الأسطورية 1 - القراءة الأسطورية (مدخل نظري) 2 - ميثيودينية الشعر الجاهلي 3 - المكون الميثيوديني للصورة في الشعر الجاهلي أ - صورة المرأة ب - صورة الحيوان 1 - ثور الوحش 2 - النـاقـة ج - مظاهر الكون 1 - الشمس 2 - القمـر الخـاتـمة مكتبة البحث المصادر المراجع توضیحاتافزودن یادداشت جدید
إن النص الإبداعي هو الأساس الأول "لفرويد" في اكتشافه لنظرية اللاشعور من خلال دراسته لرواية "الإخوة كرامازوف" "لدوستويفسكي"، ومسرحية "هملت" "لشكسبير" ولوحة الرسام "ليوناردو ديفنتشي" "الموناليزا"، فـ (( قد أخذ فرويد من شخصية في المسرحية الشعرية ... الاسم الذي أطلقه على مجموعة الطاقات التي تؤلف أسس نظريته النفسية، وتحتوي كتبه ... قدرا كبيراً من الفقرات التي تدرس الانفعالات ... وسلوك الشخصيات في القصصي، كما لو كانوا أناساً حققيين يتعرضون للتحليل النفسي ))(2)، ومن ثمّ فتحت نظرية اللاشعور مجالات واسعة في النقد الأدبي ، وقد قام "فرويد" نفسه بتطبيق ما توصل إليه من الفن ، حيث ربط بين الفن والحلم، وجعل الفن كحلم الحالم أو كحلم اليقظة وجعل المبدع شخصاً يحلم في أوج الضحى. فالمبدع يبدع عوالم خيالية ليست على شاكلة "اليومي" في حياة الإنسان، وعليه ورد تفسير الأحلام مرادفاً لتفسير الإبداع، ومن ثم انجرت عنه إجراءات التأويل للعصابات، لذلك فتأويل الأحلام استناداً إلى الرموز كان فاتحة لتحليل الإبداع وتبرير مسألة التداعيات وميكانيزمات الخيال في أثناء عملية الإبداع. ذلك أن مهمــة تأويل الأحلام عند فرويد (( تعمل بالتحديد على إرجاع العلاقات والصلات بين أفكار الحلم إلى ما كانت عليه قبل زوالها واختفائها))(3)، ولعل هذه العملية هي التي ولدت حقول التحليل والقراءة وأبعاد التأويل للنص الأدبي، فلبنات الإبداع عند فرويد تتمثل في التوزيع الثلاثي: الإدراك والخيال والحلم. فالحلم لدى فرويد يُعطي الأفكار الكامنة نمطاً تعبيرياً شبيهاً بالكتابة المصورة. فالفن بعامة والأدب بخاصة إرواء لحالات مكبوتة في النواة المركزية للنَّفس، وتحقيقها لهذه المكبوتات التي لم يشبعها الواقع يتم في مطلق الخيال. إذ الرغبة الجنسية الشهوانية هي الدافع الحافز لخيال الناس بما في ذلك الإبداع الشعري، وتشكل هذه الرغبات اللاشعورية حسب "فرويد"، المضمون الخفي للمؤلفات والأعمال الأدبية والفنية ذاتها ؛ ولهذا خصَّ "فرويد" الشعراء والأدباء بمكانة خاصة ، فهم في نظره المكتشفون الحقيقيون للاوعي عند الإنسان، لذلك نجده قد (( أنكر في خطاب ألقاه في الاحتفال بعيده السَّبعين أنه ليس صاحب الفضل في الكشف عن العقل الباطن، وقال: إنَّ الفضل الصحيح يعود إلى الأدباء ))(4)؛ وبذلك يبرز "فرويد" بالمنطق العلمي أنّ الفن أب للعلوم، وبهذا تتوطد علاقته بعلم النفس. من هنا يتبيَّن لنا اهتمام مدرسة التحليل النفسي الفرويدي بالفن بعامة والأدب بخاصة، وكشفها للعلاقة الوثيقة بين علم النفس والأدب ، لاعتماد كل منهما على الأسس المعرفية التي يحملها الآخر. إنَّ التحليل النفسي لا يستطيع الوصول إلى جوهر الإبداع الفني... وإن الدراسة التحليلية النفسية غير قادرة على تفسير عبقرية الشاعر ؛ ولهذا يعترف "فرويد" بأن العمل الإبداعي ذو أبعاد معرفية متعددة ، وحقل متشعب الأدغال ، (( وقد يكون الحلم منطلقاً لخلق أدبي أو فني ولكن لا يجب أن يعزى إليه رمز دون تحليله باعتباره تعبيراً عن الحياة النفسية اللاواعية، وما يجب تفسيره في هذه الحالة هو الصفة الجمالية للحلم. وليس بوسع التحليل النفسي أن يقوم بهذا لأن التحول الذي ينشأ عنه الفن لا يتم في مناطق الغريزة والنزعة المكبوتة دون سواها ))(5)، وما دور التحليل النفسي إلاَّ الكشف عن جانب أو بعض الجوانب الخفية فيه ، تاركاً الجوانب الأخرى لمناهج علمية مختلفة ذات أسس معرفية وأدوات إجرائية مغايرة.