آلیات الخطاب النقدی العربی الحدیث فی مقاربة الشعر الجاهلی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آلیات الخطاب النقدی العربی الحدیث فی مقاربة الشعر الجاهلی - نسخه متنی

محمد بلوحی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وبذلك أثارت القراءة النفسية نقاشاً واسعاً في أوساط الثقافة النقدية العربية ولا سيما في تلك النتائج التي كان ينتهي لها. وقد وصفها خصوم النقد النفسي بالتمحلات، والإسقاطات الغريبة على النص الأدبي، والاهتمام المبالغ فيه بتراجم الأدباء وأسرار حياتهم، وبخاصة الشق المرضي منها. وتعامل مع الأدباء والشعراء وكأنهم مصابون بالعصاب والعقد النفسية والجنون، وهذا ما يوضحه السجال الذي دار بين طه حسين من جهة والعقاد والنويهي من جهة أخرى، والذي عبر عنه طه حسين في الكثير من المقالات والتي جمعت في كتابه "خصام ونقد". أما محمد النويهي فنجده يشيد بالغزل العفيف الذي ظهر في العصر الإسلامي. ويتحدث عن دوره في بناء القصيدة ،إذ تجاوز التقليد المحض الذي كان شائعاً في الشعر الجاهلي، فيقول : ((أما الآن فهو القصيدة كلها، وهذا في حد ذاته تحطيم هام لتقليد من أهم التقاليد الجاهلية، ولكن أنظر الآن إلى نوع هذا الحب، فهو ليس الحب الجسد الذي نعرفه في الشعر الجاهلي، بل هو حب روحي لا شك في سموه على أغراض الجسد ))(7)، وبذلك يؤكد لهذا النوع من الإبداع البعد الروحي النفسي.

و إذا كان التفسير النفسي للأدب ظهر للوهلة الأولى على أنه منهج يدعو إلى الريبة والاحتياط ،إلا أنه مع مرور الزمن أصبح واسع الانتشار، ولا سيما عندما ترسخت أصوله في الدراسات الجامعية، واتضحت معالمه من خلال التطبيقات النقدية، على جميع الأجناس الأدبية، ومنها على وجه الخصوص النص الشعري القديم والحديث. وبدأت الدراسات النقدية تكتسح الشعر القديم وتعيد قراءته، ومنها: قراءة يوسف اليوسف للشعر الجاهلي وبخاصة معلقاته، وللشعر العذري والعقاد لأبي العلاء المعري وابن الرومي وأبي نواس وجميل بثينة، والنويهي لابن الرومي وأبي نواس، ولكن هذه القراءات على ما لها من إسهامات نوعية في مقاربة الظاهرة أكثر من غيرها من القراءات الأخرى خاصة التاريخية، إلا أنها سقطت في التفسير الميكانيكي للعلاقة بين النص وصاحبه واتكأت على النقد السيري، وتراجم الأدباء، وبالغت في الجوانب المرضية لدى الفنان، واهتمت بعقده وخفاياه وأسراره النفسية. فأضحت القراءة تتعامل مع النص على أنه وثيقة نفسية؛ فالكلمات ليست أصواتاً تلفظ، أو خطوطاً ترسم، وإنما الكلمة رمز وتجسيد ودلالة على موضوع يتعداها.... لغة بديلة خاصيتها هي الإغماض والتعريف ومجانية الدقة التي تطلع إليها لغة العقل السوي. هذه التعمية وليدة محاولة عنيدة للإخفاء. هذا البوح المعمى الذي تتسم به لغة السلوك اللامعقول يفضي بنا إلى الصيغة الأولى لمعنى تلك الأفعال الغامضة فهي توفيق بين ميول متنافرة متضاربة وهي كذلك معان متضاعفة، فالمعنى في المجال النفسي، بنية رمزية حافلة بأبعاد، ولها دقة خاصة رغم تعميتها وتعريفها، فالظاهرة الإبداعية تتركب من تضاد، وتفاعل وتكيف بين البواعث الغريزية التي يمثلها مبدأ اللذة ومطالب الواقع التي يمثلها مبدأ الواقع. فالصبغة الدرامية التي تتميز بها الأعمال الإبداعية الكبرى إنما منبعها الصراع بين [مبدأ اللذة ومبدأ الواقع].

إن تعامل النقد النفسي مع الظواهر الإبداعية بخلفيات معرفية ترتكز في أساسها على [مبدأ اللذة ومبدأ الواقع] جعله يقع في الأحكام المعيارية التي ترى ضرورة التخلي عن الواقع الخارجي نهائياً والانطواء في الواقع الباطني، والبحث في الجانب العصابي للأعمال الإبداعية، ويغفل بذلك الجوانب الإبداعية والجمالية للعمل الإبداعي، ويجهد نفسه في البحث في سير الشعراء وأخبارهم الشاذة، ليؤكد نتائجه التي يبغي الوصول إليها.

/ 139