آلیات الخطاب النقدی العربی الحدیث فی مقاربة الشعر الجاهلی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آلیات الخطاب النقدی العربی الحدیث فی مقاربة الشعر الجاهلی - نسخه متنی

محمد بلوحی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فالقارئ للشعر العربي قديمه وحديثه ، يلاحظ أن الأدوات الجمالية التي اعتمدها في بنائه الفني تتمثل على وجه الخصوص في "المكان والزمـان والمرأة"، إذ أضفت عليه أبعاداً درامية وحساً مأسوياً أدى دوراً هاماً في إبراز هوية الكيان الجماعي، والتعبير عن المقومات الحضارية للمجتمع العربي، وقد أثرت العوامل البيئية في المفاهيم الجمالية والفنية للمكان والزمان والمرأة، أي في القيمة النوستالجيا لهذه العناصر مجتمعة في النص الشعري، وما يحمله من رؤية إبداعية، وبذلك أصبحت هذه العناصر النوستالجيا إشكالية ذات أبعاد إنسانية ودلالة مأساوية بعثت في النص الشعري أبعاداً درامية، وحساً " تأوهيا " أضفى عليه مسحة جمالية.

إن إشكالية جمالية المكان والزمان المدغومة بعنصر المرأة من الإشكالات التي ظهرت بوادر توظيفها الفني الجمالي في القصيدة الجاهلية ، وتعد المقدمة الطللية في الشعر الجاهلي أبرز معلم فني تجسدت فيه نوستالجية العربي المهموم بحس المكان والزمان والمرأة، على اعتبار أن هذه الأسس الجمالية الثلاثة هي المكون الأساسي للطللية الجاهلية، التي أصبحت طقساً فنياً للقصيدة العربية فيما بعد ، نظراً لما تحمله من أبعاد جمالية، ورؤى معرفية تجسدت فيها رؤية العربي في رحمها الأول المشبعة بالصفاء النفسي. يقول امرؤ القيس(50):




  • قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ وَمَنْزِلِ
    و يقول زهير(51):
    بِحَوْماَلـَةِ الدَّرَاجِي فَالمُتـثـلَّمِ
    بِحَوْماَلـَةِ الدَّرَاجِي فَالمُتـثـلَّمِ



  • بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
    أَمِنْ أُمِّ أَوْفَـى دِمْنَةً لَمْ تَكَلَّـمِ
    بِحَوْماَلـَةِ الدَّرَاجِي فَالمُتـثـلَّمِ



يذهب يوسف خليف إلى أن المقدمة الطللية في القصيدة الجاهليــة كان لها حضورها المتميز لأنها جاءت محاولة لإثبات وجود الشاعر أمام مشكلة الفراغ في حياته، وهي مشكلة لم يجد حلا لها إلا عن طريق هذه المتع التي لم يجد مكاناً للتعبير عنها في زحمة الالتزامات القبلية إلا في مقدمات قصائده سواء أكان هذا التعبير تشبثا بها كما نرى في المقدمات الغزلية والخمرية ومقدمات الفروسية، أم تشبثا بذكرياتها كما نرى في مقدمات الأطلال والبكاء على الشباب والتحسر على طيف الحبيبة الذي تذهب به اليقظة، فالبعد الحنني، النوستالجي، هو الدافع الأساس في التكوين للحظة الطللية في الشعر الجاهلي في بعدها المكاني والزماني الممزوج بعنصر الحبيب، بما يحمله من بعد نفسي ودرامي. لأن العودة إلى المعاجم العربية تجعلنا نقف علــى كلمة "الحنين" الدالة على (( الشوق وشدة البكاء والطرب أو صوت الطرب عن حزن أو فرح))(52)، فالحنين يدل دلالة شاملة؛ إذ يشمل الشوق في حالتي المأساة والحزن والتفاؤل والفرح، فالحنين "النوستالجيا" في المقدمة الطللية برهة زمانية تجمع القطبين في لحظة واحدة، لحظة حضور الماضي المبتغى لما يحمل من فرح وتفاؤل، لينصهر في الحاضر المأساوي من أجل صنع لحظة المستقبل المأمول عبر التجاوز.

/ 139