آلیات الخطاب النقدی العربی الحدیث فی مقاربة الشعر الجاهلی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آلیات الخطاب النقدی العربی الحدیث فی مقاربة الشعر الجاهلی - نسخه متنی

محمد بلوحی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فإشارة يوسف خليف إلى الطيف في جانبه الذاتي المرتبط بالمرأة الحبيب حسرت وظيفته في علاقته بالزمن الطللي ، متجاهلة أبعاده الجماعية؛ إذ تعتبر الطللية إحدى النماذج الإبداعية العليا التي اصطفتها فلسفة الخطاب الشعري الجاهلي، لتحمل رسالة الهم الاجتماعي، وإن كان هذا الهم ممزوجاً بالذاتي إلاّ أن فيه صدق التعرف إلى الواقع، وتناقضاته وإدراك الفوارق الموجودة فيه، وقد كانت محنة الشاعر الجاهلي تمثيلا لديمومة الحياة النابضة بالحركة والمجاهدة من أجل صياغة التركيب الكلي للوعي السليم، وأن الشعور المغلق بالزمان هو الصورة الجوهرية لهذا التركيب الكلي للطللية الجاهلية الذي يجعل جميع التركيبات الشعورية الأخرى في حيز الإمكان.

تعد المقدمة الطللية الإطار المحدد لخصوصية اللحظة الدرامية المصورة للذات العربية في تاريخها الأول. هذه النزعة الدرامية التي صنعها الطلل تتضمن بعداً نفسياً يتجلى في صورة المكان الخرب الذي عبث به الزمن. ومما لا شك فيه أن الصورة الشعرية بتكوينها "الزماني" تزيد من خصوصية اللحظة الدرامية للطللية العربية، إذ يشير المكاني الزمان فيها عبر امتزاج جمالي بالمرأة "الحبيب" إلى الحس المأساوي النوستالجي الذي تحمله الطللية العربية في القصيدة الجاهلية، بل نجد من المرأة الحبيب "الحبيب" المثير الرئيس لحس المكان والزمان، مما أضفى بعداً جمالياً على هذه العناصر الثلاثة الممزوج بالطابع النفسي النوستالجي.

أما إذا عدنا إلى حنينية المكان في المقدمة الطللية الجاهلية فإننا نجد أن قراءة "يوسف خليف" لامسته ملامسة سطحية دون أن تقف عند أبعاده الحنينية، خاصة في جانبها الجمالي والنفسي. فالمكان الطللي يحمل بعداً نفسياً داخل النص ، وداخل الصورة الشعرية؛ إلى جانب وظائفه الفنية، وأبعاده الاجتماعية والتاريخية المرتبطة به خاصة في سياقاته المرجعية. فعلاقة الجاهلي بالمكان علاقات شتى تجعل من معايشته له عملية تتجاوز قدرته الواعية في لاشعوره. فالمكان عند الشعراء الجاهليين له جاذبيته التي تساعده على الاستقرار وأخرى تلفظه؛ ولذلك فهو لا يحتاج إلى مساحة فيزيقية جغرافية يعيش فيها، ولكنه يصبو إلى رقعة يضرب فيها جذوره، وتتأصل فيها هويته، ليتحول إلى مرآة ترى فيها "الأنا" صورتها.

وبذلك تعد المقدمة الطللية إحدى النماذج الإبداعية الكبرى التي اصطفاها الخطاب الشعري الجاهلي، لتحمل رسالة الهم الاجتماعي، وإن كان هذا الهم ممزوجاً بالذاتي إلاّ أن فيه صدق التعرف إلى الواقع، وتناقضاته وإدراك الفوارق الموجودة فيه، وقد كانت محنة الشاعر الجاهلي في علاقته بالعالم العلوي والعالم السفلي تمثيلا لديمومة الحياة النابضة بالحركة والمجاهدة من أجل صياغة التركيب الكلي للوعي السليم، وأن (( الشعور المحايث بالزمان هو الصورة الجوهرية لهذا التركيب الكلي الذي يجعل جميع التركيبات الشعورية الأخرى في حيز الإمكان))(55)، من أجل تحقيق فعل التجاوز.

/ 139