بیشترلیست موضوعات آليات الخطاب النقدي العربي الحديث في مقاربة الشعر الجاهلي بحث في تجليات القراءات السياقية الإهداء المقدمة الفصل الأولالقراءة التاريخية 1 - القراءة التاريخية (مدخل نظري) 2 - جينالوجيا (جذور) الشعر الجاهلي 3 - مصادر الشعر الجاهلي 4 - التحليل الفيلولوجي للشعر الجاهلي الفصل الثانيالقراءة النفسية 1 - القراءة النفسية ( مدخل نظري) 2 - المقدمة الطللية 3 - المكان والزمان 4 - القـلـق الفصل الثالثالقراءة الأسطورية 1 - القراءة الأسطورية (مدخل نظري) 2 - ميثيودينية الشعر الجاهلي 3 - المكون الميثيوديني للصورة في الشعر الجاهلي أ - صورة المرأة ب - صورة الحيوان 1 - ثور الوحش 2 - النـاقـة ج - مظاهر الكون 1 - الشمس 2 - القمـر الخـاتـمة مكتبة البحث المصادر المراجع توضیحاتافزودن یادداشت جدید
إن استناد القراءة التاريخية إلى الملاحظة والاستدلال، وكذا إلى الحس والتجربة مثلما فعلت بعض المدارس الأدبية كالبرناسية والواقعية والطبيعية النقدية، يوحي إلى الباحث أنها قد تأثرت بالفلسفة الوضعية التي أقامها " أغوست كنت A.Conte"، حيث تلح على أن المعرفة المثمرة التي تضيف إلى مسار الفكر الإنساني هي معرفة الحقائق وحدها، وأن العلوم التجريبية هي التي تزودنا بالمعارف اليقينية ، وأن الفكر الإنساني لا يستطيع أن يحمي نفسه من الزيغ في الفلسفة والعلوم، إلا إذا اتخذ التجربة منهجاً لـه ، ومن ثم يتخلى عن النزعات الذاتية التي تحتكم إلى منطق الذات، وأ ن الحقائق في ذاتها لا يمكن إدراكها ،لأن الفكر لا يستطيع إدراك ذلك وإنما لا يدرك منها سوى العلاقات ثم القوانين وذلك منهج العلوم التجريبية. فالقراءة التاريخية لا شك أنها نبهت بقوة إلى أهمية ما هو خارج النص واستيعاب سياقاته،و بذلك تمكن أصحابه كيف يخرجون (( وينتقلون من الوقائع إلى القيم ، ومن الأبحاث المتخصصة إلى التأويلات والتركيبات))(1)، إلا أنها في الوقت ذاته أسرفت في المطابقة بين الأدب والبيئة ، وجعلته بمنـزلة الظل ينساق وراءها؛ ذلك أن هذا الربط لن يخفي بعض الوجوه في المقاربات النقدية فقط، ولكنه سيلقي عليها ظلالاً في التاريخ تلازمها ،وما أكثر ما تفسد هذه الظلال بعض حقائق الإبداعات الأدبية الأصيلة ، وما أكثر ما تخفيها أو تظهر على غير ما يجب أن تظهر عليه. وهكذا حاولت القراءة التاريخية أن تتخلص من المفاهيم الميتافيزيقية التي تسيطر على التاريخ قبل ظهور الفكر الوضعي الذي أعاد النظر في هذه التصورات الميتافيزيقية للتاريخ. إن فلسفة التاريخ التي تعمل من أجل تحديد العوامل الأساسية المؤثرة في سير الوقائع التاريخية، والقوانين العامة المسيطرة على المجتمعات الإنسانية وتطورها عبر العصور، هي الأسس نفسها التي تعتمد عليها القراءة التاريخية في التعامل مع الظواهر الأدبية، بوصفها جوهر التعبير عن روح التاريخ، لأن الإبداع الأدبي عمل حضاري يرقى إلى مستويات سامية في التعبير عن روح أي أمة، لذلك نجد الكثير من الدارسين يهتمون أيما اهتمام بالأعمال الأدبية، لدراسة تاريخ الأمم وإبراز قيمها الحضارية. تتخذ القراءة التاريخية من حوادث التاريخ السياسي والاجتماعي وسيلة لتفسير الأدب، وتعليل ظواهره وخصائصه. وهذا المنهج لا يستقل بنفسه، فلا بد أن يكون فيه قسط من "المنهج الفني" لأن التذوق والحكم ودراسة الخصائص الفنية ضرورية في كلِّ مرحلة من مراحل المنهج التاريخي، ينضاف إلى ذلك عملها من أجل التحقق من صحة الروايات والأخبار التي تؤسس للظاهرة الأدبية، أو إحاطتها بمظاهر الشك والنحل والانتحال، خاصة إذا تعلق الأمر بدراسة ظاهرة أدبية يعتمد في بنائها على الرواية الشفهية.