بیشترلیست موضوعات آليات الخطاب النقدي العربي الحديث في مقاربة الشعر الجاهلي بحث في تجليات القراءات السياقية الإهداء المقدمة الفصل الأولالقراءة التاريخية 1 - القراءة التاريخية (مدخل نظري) 2 - جينالوجيا (جذور) الشعر الجاهلي 3 - مصادر الشعر الجاهلي 4 - التحليل الفيلولوجي للشعر الجاهلي الفصل الثانيالقراءة النفسية 1 - القراءة النفسية ( مدخل نظري) 2 - المقدمة الطللية 3 - المكان والزمان 4 - القـلـق الفصل الثالثالقراءة الأسطورية 1 - القراءة الأسطورية (مدخل نظري) 2 - ميثيودينية الشعر الجاهلي 3 - المكون الميثيوديني للصورة في الشعر الجاهلي أ - صورة المرأة ب - صورة الحيوان 1 - ثور الوحش 2 - النـاقـة ج - مظاهر الكون 1 - الشمس 2 - القمـر الخـاتـمة مكتبة البحث المصادر المراجع توضیحاتافزودن یادداشت جدید
فالتراث القديم في مجمله يعتمد على الرواية الشفهية التي تتباين مضامينها، ووقائعها وأحداثها. فإذا كان ما سبق محاولة للاقتراب من ماهية القراءة التاريخية وبعض سماتها وحدودها وطريقة تعاملها مع الظواهر الأدبية، فماذا عن فعاليتها وممارساتها في النقد العربي؟ تعد الدراسات التاريخية في النقد العربي من أقدم الدراسات وأعرقها نشأة وتداخلاً مع النقد الفني في كثير من القضايا ،إذ نلفي كثيراً من الأحكام النقدية تعتمد في أسسها على التصورات التاريخية. وبخاصة ما لاحظه النقاد الجاهليون والإسلاميون من تشابه بين الشعراء على المستوى العام الشعري أو في بعض المعاني الخاصة ومن ذلك نظرتهم إلى الشعراء الأربعة الجاهليين: "امرئ القيس" و"النابغة الذبياني" و"زهير بن أبي سلمـى" " و"الأعشى" على أنهم يمثلون طبقة لما يوجد في أشعارهم من قدر مشترك من السمات والخصائص.(2) أما إذا انتقلنا إلى عصر التدوين فإننا نجد مترجمين ونقاداً كثيرين من أمثال "ابن سلاّم الجمحي" ( - 231 هـ ) و"الجاحظ" ( - 255 هـ ) و"ابن قتيبة" ( - 276 هـ ) و"أبي الفرج الأصفهاني" ( - 356 هـ) يجمعون بين التدوين والتأريخ في التعامل مع الشخصيات الأدبية والقضايا النقدية، حيث دوّنوا الظواهر الأدبية ونسبوها إلى أصحابها وذكروا المناسبات التي قيلت فيها، وكلها قضايا تمت بصلة قوية إلى القراءة التاريخية. وقلّما خلا كتاب من كتب التراجم والنقد القديم من الملمح التاريخي الممزوج بالنقد الفني، حتى صار من الصعب على الدارس في كثير من الأحيان التمييز بين القراءتين، بل قد نجد في بعض المصادر أن الرؤية التاريخية مهيمنة على كتابات القدامى من مثل كتاب " الأغاني" الذي يثبت فيه أبو "الفرج الأصفهاني" النصوص ويرويها مسلسلة عن الرواة ويصحح بعض الروايات ويُضعِفُ بعضها، ويذكر مناسبات النصوص وما دار حولها من حوادث وروايات، ويُعرف بالشاعر وطبقته ومزاجه"؛ وقد نحا نحوه الكثير من المترجمين الذين جاءوا من بعده من أمثال "أبي علي القالي"( - 967 م) في الأمالي و"الثعالبي" ( - 1038 م) في يتيمة الدهر. أما في العصر الحديث ومع بداية النهضة فإننا نجد أن المنهج التاريخي قد اعتُمد في جل الدراسات الأدبية العربية حيث تجلّى أوّل ما تجلى عند "حسين توفيق العدل" في كتابه "تاريخ الأدب" الذي يذهب فيه إلى أن تاريخ أدب اللغة تابع في تقسيمه للتاريخ السياسي والديني في كل آن ، لأن الأحوال السياسية أو الدينية تكون في العادة عامة ؛ فإما أن تبعث الأفكار وتحرك الميولات لمزاولة المعارف، وإما أن تكون سبباً في وقوف الحركة الفكرية في الأمة بما يلحق السياسة أو الدين من ضعف، باعتبار أن ابتداء زهو اللغة العربية وقيامها بمقتضيات الملك والسياسة إنما كان منذ ظهور الإسلام، فكان الداعي الأول الذي بعث من همم العلماء لخدمة اللغة هو الدين طلباً للوصول إلى معاني القرآن الكريم، وتعرف الشريعة السمحة... ولم تزل الهمم منصرفة إلى خدمتها والتدوين بها إلى أن انتاب البلاد الإسلامية ما انتابها من تفرق القائمين بها منذ العصور المتوسطة إلى هذا العهد ووقفت الحركة الفكرية ،وانقطع سند التعليم إلا في القليل كما انقطع تلاحق الأفكار...و على هذا رأينا أن نقسم الكلام على تاريخ اللغة العربية إلى خمسة عصور: عصر الجاهلية - عصر صدر الإسلام - العصر الأموي - عصر الدولة العباسية والأندلس - عصر الدول المتتابعة إلى العهد الحديث.