الفرق بين التشبيه والتمثيل - أسرار البلاغة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أسرار البلاغة - نسخه متنی

عبدالقاهر بن عبدالرحمن الجرجانی؛ تحقیق: محمد الفاضلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الفرق بين التشبيه والتمثيل

وإذ قد عرفتَ الفَرْقَ بينن الضَّربين، فاعلم أن التشبيه عامٌّ والتمثيل أخصّ منه، فكل تمثيلٍ تشبيهٌ، وليس كلّ تشبيهٍ تمثيلاً، فأنت تقول في قول قيس بن الخطيم:




  • وقد لاَحَ في الصُّبح الثريَّا لمن رَأَى
    كَعُنْقُودِ مُـلاَّحِـيَّةٍ حِـينَ نَـوَّرا



  • كَعُنْقُودِ مُـلاَّحِـيَّةٍ حِـينَ نَـوَّرا
    كَعُنْقُودِ مُـلاَّحِـيَّةٍ حِـينَ نَـوَّرا



إنه تشبيه حسن، ولا تقول: هو تمثيل، وكذلك تقول: ابنُ المعتزّ حَسَنُ التشبيهات بديعُها، لأنك تعني تشبيهه المبصَرات بعضَهَا ببعض، وكلَّ ما لا يوجد الشبه فيه من طريق التأوّل، كقوله:




  • كأنَّ عُيونَ النَّرْجِسِ الغضِّ حَوْلها
    مَدَاهِنُ دُرٍّ حَشْوُهـنَّ عـقـيقُ



  • مَدَاهِنُ دُرٍّ حَشْوُهـنَّ عـقـيقُ
    مَدَاهِنُ دُرٍّ حَشْوُهـنَّ عـقـيقُ



وقوله:




  • وأرَى الثُّريّا في السَّماء كأنَّها
    قَدْ تَبَدَّت من ثِـيابِ حِـدَادِ



  • قَدْ تَبَدَّت من ثِـيابِ حِـدَادِ
    قَدْ تَبَدَّت من ثِـيابِ حِـدَادِ



وقوله:




  • وتـرومُ الـثُّـريا
    كانكبـاب طِـمِـرِّ
    كادَ يُلقَى اللِّجَامَـا



  • في الغُرُوبِ مَرَاما
    كادَ يُلقَى اللِّجَامَـا
    كادَ يُلقَى اللِّجَامَـا



وقوله:




  • قد انْقَضَتْ دَولَةُ الصيام وَقَد
    يتلو الثريا كفاغـرٍ شَـرِهٍ
    يفتح فاه لأكلِ عـنـقـودِ



  • بَشَّرَ سُقْم الهِلالِ بِالـعِـيدِ
    يفتح فاه لأكلِ عـنـقـودِ
    يفتح فاه لأكلِ عـنـقـودِ



وقوله:




  • مثلَ ابتسام الشَّفَة اللَّمْـياءِ
    قُدْنا لِعين الوَحْش والظِّباء
    وَيَعْرِفُ الزَّجْر من الدُّعاءِ
    كوَرْدِةِ السَّوْسَنة الشَّهبـاءِ
    ومُقْلةٍ قـلـيلةِ الأقـذاءِ
    صافية كقطرةٍ من مـاءِ



  • وَشمِطَتْ ذَوائِبُ الظَّلمـاءِ
    داهيةً مَحذُورةَ الـلِّـقـاءِ
    بأُذُنِ سـاقـطةِ الأرجـاءِ
    ذَا بُرْثُن كمِثْقَبِ الـحـذَّاءِ
    صافية كقطرةٍ من مـاءِ
    صافية كقطرةٍ من مـاءِ



وما كان من هذا الجنس ولا تُريد نحو قوله:




  • اصبر على مضَض الحسو
    فالنَّارُ تأكلُ نَـفْـسَـهَـا
    إن لَمْ تَجِدْ ما تـأكـلُـهْ



  • دِ فإنّ صَبْرَك قـاتِـلُـهْ
    إن لَمْ تَجِدْ ما تـأكـلُـهْ
    إن لَمْ تَجِدْ ما تـأكـلُـهْ



وذلك أن إحسانه في النوع الأول أكثر، وهو به أشهر. وكل ما لا يصحّ أن يسمَّى تمثيلاً فلفظ المثل لا يُستعمل فيه أيضاً، فلا يقال: ابن المعتزّ حسن الأمثال، تريد به نحو الأبيات التي قدّمتُها، وإنما يقال: صالح بن عبد القدُّوس كثير الأمثال في شعره، يراد نحو قوله:




  • وإنَّ مَنْ أَدَّبْتَهُ في الـصِّـبـا
    حتَّى تراهُ مُورقَـاً نـاضـراً
    بَعْد الذي أبصرتَ مِنْ يُبْسِـه



  • كالعُودِ يُسقَى الماءَ في غَرْسِهِ
    بَعْد الذي أبصرتَ مِنْ يُبْسِـه
    بَعْد الذي أبصرتَ مِنْ يُبْسِـه



وما أشبهه، مما الشبه فيه من قبيل ما يجري في التأوّل، ولكن إن قلت في قول ابن المعتز:




  • فالنار تأكُلُ نَفْسهـا
    إن لم تجد ما تأْكُلُهْ



  • إن لم تجد ما تأْكُلُهْ
    إن لم تجد ما تأْكُلُهْ



إنه تمثيل، فمثل الذي قلتُ ينبغي أن يُقال، لأن تشبيه الحسود إذا صُبِر وسُكِتَ عنه، وتُرك غيظُه يتردّد فيه بالنار التي لا تُمَدُّ بالحطب حتى يأكُلَ بعضها بعضاً، مما حاجتهُ إلى التأوُّل ظاهرة بيّنة. فقد تبيّن بهذه الجُملة وجهُ الفرق بين التشبيه و التمثيل، وفي تتبّع ما أجملتُ من أمرهما، وسلوكِ طريقِ التحقيق فيهما، ضربٌ من القول ينشَط له من يأْنَسُ بالحقائق.

/ 124