فصل في التشبيه المتعدِّد والفرق بينه وبين المركّب
اعلم أنِّي قد قدّمتُ بيانَ المركَّب من التشبيه، وها هنا ما يُذكَر مع الذي عرَّفتك أنه مركَّب ويُقرَن إليه في الكُتب، وهو على الحقيقة لا يستحق صفة التركيب، ولا يشارك الذي مَضَى ذكرُه في الوصف الذي له كان تشبيهاً مركّباً، وذلك أن يكون الكلام معقوداً على تشبيه شيئين بشيئين ضربةً واحدةً، إلاّ أن أحدهما لا يداخل الآخر في الشَّبه، ومثاله في قول امرئ القيس:
كأنَّ قُلُوبَ الطَّير رَطْبـاً ويابـسـاً
لَدَى وَكْرِهَا العُنّابُ والحشَفُ البَالي
لَدَى وَكْرِهَا العُنّابُ والحشَفُ البَالي
لَدَى وَكْرِهَا العُنّابُ والحشَفُ البَالي
وكأن أجرامَ النُّجومِ لوامعـاً
دُرَرٌ نُثِرْنَ على بِسَاطٍ أزرقِ
دُرَرٌ نُثِرْنَ على بِسَاطٍ أزرقِ
دُرَرٌ نُثِرْنَ على بِسَاطٍ أزرقِ
بَدَت قمراً ومَاسَت خُوطَ بانٍ
وفَاحت عنبراً ورَنَتْ غزالاَ
وفَاحت عنبراً ورَنَتْ غزالاَ
وفَاحت عنبراً ورَنَتْ غزالاَ
فيها خطوطٌ من سَوَادٍ وبَلَقْ
كأنّها في الجِلْد تَوْلِيعُ البَهقْ
كأنّها في الجِلْد تَوْلِيعُ البَهقْ
كأنّها في الجِلْد تَوْلِيعُ البَهقْ
تري أحْجَالَهُ يَصْـعَـدْنَ فِـيه
صُعودَ البَرْق في الغَيْمِ الجَهَامِ
صُعودَ البَرْق في الغَيْمِ الجَهَامِ
صُعودَ البَرْق في الغَيْمِ الجَهَامِ
كأنَّما المِرِّيخُ والمُشتَـرِي
مُنصرفٌ بالليل عن دعوةٍ
قد أُسْرِجَت قُدَّامَهُ شَمْعَه
قُدّامَهُ في شامِخ الرِّفعَهْ
قد أُسْرِجَت قُدَّامَهُ شَمْعَه
قد أُسْرِجَت قُدَّامَهُ شَمْعَه
كأنَّهُ وكأنَّ الكأسَ فـي فَـمِـهِ
هلالُ أوَّل شهرٍ غابَ في شَفَقِ
هلالُ أوَّل شهرٍ غابَ في شَفَقِ
هلالُ أوَّل شهرٍ غابَ في شَفَقِ
بَيَاضٌ في جَوانِبـه احـمـرارٌ
كَما احْمَرَّتْ من الخجَلِ الخُدودُ
كَما احْمَرَّتْ من الخجَلِ الخُدودُ
كَما احْمَرَّتْ من الخجَلِ الخُدودُ
كأنَّما المِرِّيخُ والمُشْتَرِي
قُدّامه في شامخ الرفعه
قُدّامه في شامخ الرفعه
قُدّامه في شامخ الرفعه
إني وتزييني بمَدحِيَ معشراً
كمُعلَّقٍ دُرّاً على خِنْـزِيرِ
كمُعلَّقٍ دُرّاً على خِنْـزِيرِ
كمُعلَّقٍ دُرّاً على خِنْـزِيرِ
وحتى حسبتُ الليلَ والصبحَ إذ بَدَا
حِصانَين مُخْتالَين جَوْناً وأشْقَـرَا
حِصانَين مُخْتالَين جَوْناً وأشْقَـرَا
حِصانَين مُخْتالَين جَوْناً وأشْقَـرَا
دُون التَّعانُقِ ناحلَين كَشَكْلَتَي
نَصْبٍ أَدَقَّهُما وضَمَّ الشاكلُ
نَصْبٍ أَدَقَّهُما وضَمَّ الشاكلُ
نَصْبٍ أَدَقَّهُما وضَمَّ الشاكلُ
إني رَأيتُك في نَومي تُعانِقُني
كما تُعانِقُ لامُ الكَاتِبِ الألِفَا
كما تُعانِقُ لامُ الكَاتِبِ الألِفَا
كما تُعانِقُ لامُ الكَاتِبِ الألِفَا
ضَمَمْتُهُ ضَمَّةً عدنا بِها جَسَداً
فَلَوْ رَأَتْنَا عَيُونٌ ما خَشِينَاها
فَلَوْ رَأَتْنَا عَيُونٌ ما خَشِينَاها
فَلَوْ رَأَتْنَا عَيُونٌ ما خَشِينَاها