الثاني: الصلة بين الحياة الدنيوية والحياة البرزخية: - توسل نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
عليها كذلك أرسلها إلى أجل مسمّى. كل ذلك يكشف عن أنّ الموت ليس فناءَ الاِنسانِ وآية العدم، بل هناك انخلاع عن الجسد وارتحال إلى عالم آخر.
د ـ وهناك كلمة قيّمة لاَبي الشهداء الحسين بن علي _ عليه السلام _ توضح هذه الحقيقة إذ قال لاَصحابه في يوم عاشوراء: «صبراً يا بني الكرام فما الموت إلاّ قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء، إلى الجنان الواسعة والنعم الدائمة، فأيّكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر، وما هو لاَعدائكم إلاّ كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب، إنّ أبي حدّثني عن رسول الله: أنّ الدنيا سجن المؤمن، وجنّة الكافر، والموت جسر هؤلاء إلى جنانهم، وجسر هؤلاء إلى جحيمهم ما كذبتُ ولا كُذِّبتُ»(1).
وفي هذه الآيات غنى وكفاية لثبوت الحياة البرزخية للاَنبياء والشهداء والصدّيقين، بل لغيرهم وقد شهدت بذلك الآيات الكريمة التي لا مجال لنقلها(2)، وهذه الحقيقة ممّا أجمع عليها أئمة أهل السنّة، فهذا الاِمام الاَشعري يقول: «ومن عقائدنا أنّ الاَنبياء: أحياءٌ» وقد ألّف كتاباً أسماه «حياة الاَنبياء»(3).
فلنقتصر بهذا البيان في إثبات الموضوع الاَوّل وقد تركنا الاحتجاج على حياتهم بما ورد في السنّة النبويّة وسيوافيك بعضها في المستقبل.
الثاني: الصلة بين الحياة الدنيوية والحياة البرزخية:
هذا هو الموضوع الثاني من المواضيع الثلاثة التي يتوقف عليها إثبات ما هو المقصود في هذا المبحث.