كلام لأبي العباس القسطلاني حول التوسل
قال: وينبغي للزائر أن يكثر من الدعاء والتضرّع والاستغاثة والتشفّع والتوسّل به _ صلى الله عليه وآله وسلم _ فجدير بمن استشفع به أن يشفعه الله تعالى فيه.واعلم أنّ الاستغاثة هي طلب الغوث، فالمستغيث يطلب من المستغاث به أن يحصل له الغوث منه، فلا فرق بين أن يعبّر بلفظ: الاستغاثة أو التوسّل أو التشفّع أو التجوّه أو التوجّه، لاَنّهما من الجاه والوجاهة، ومعناه: علو القدر والمنزلة .وقد يتوسّل بصاحب الجاه إلى من هو أعلى منه، ثم إنّ كلاًّ من الاستغاثة والتوسّل والتشفّع والتوجّه ب _ صلى الله عليه وآله وسلم _ كما ذكره في «تحقيق النصرة» و «مصباح الظلام» واقع في كل حال، قبل خلقه وبعد خلقه، في مدة حياته في الدنيا وبعد موته في مدّة البرزخ، وبعد البعث في عرصات القيامة.فأمّا الحالة الاَُولى فحسبك ما قدّمته في المقصد الاَوّل من استشفاع آدم _ عليه السلام _ به لما أُخرج من الجنّة، وقول الله تعالى له: «يا آدم لو تشفّعت إلينا بمحمد في أهل السماوات والاَرض لشفّعناك».وفي حديث عمر بن الخطاب عند الحاكم والبيهقي وغيرهما: وإن سألتني بحقّه فقد غفرت لك. ويرحم الله ابن جابر حيث قال:به قد أجاب الله آدم إذ دعا وما ضرت النار الخليل لنورهو من أجله نال الفداء ذبيح ونجا في بطن السفينة نوح من أجله نال الفداء ذبيح من أجله نال الفداء ذبيح